تعزيز التعاون الأكاديمي: طب القصر العيني تستقبل سفير الكونغو الديمقراطية في مصر

تعزيز التعاون الأكاديمي: طب القصر العيني تستقبل سفير الكونغو الديمقراطية في مصر

استقبلت كلية الطب قصر العيني بجامعة القاهرة وفدًا رسميًا رفيع المستوى من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك في إطار تعزيز البرنامج الفرنسي الجديد تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس الجامعة، وكانت الزيارة تهدف إلى التعرف على برنامج بكالوريوس الطب والجراحة باللغة الفرنسية، الذي تتميز به الكلية بين الكليات الجامعية في مصر.

ضم وفد الكونغو كلاً من كاسونغو موسينغا جان بابتيست، سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى جمهورية مصر العربية، ونزيموتو كاميسي جونيور، المستشار الأول، وكوسومبي ناومي، السكرتيرة الأولى، وأبيل كوندي بينهيوروس، الملحق، وماغي مجدي حنا، السكرتيرة والمترجمة الفورية، وعيسي ليمبيلا لينجالو الملحق الدبلوماسي.

كان في استقبال الوفد الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات، والدكتور عبدالمجيد قاسم، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة حنان مبارك، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، والدكتورة نادين علاء شريف، أستاذ أمراض النساء والتوليد ومديرة البرنامج الفرنسي بالكلية، والدكتور محمد هجرس، أستاذ جراحة القلب ومستشار العميد للحوكمة.

أشار الدكتور حسام صلاح إلى أن تدريس البرنامج الفرنسي سيكون في هذا المركز تحديدًا، وقد جاء هذا الانتقال في إطار حرصه على إطلاع سعادة السفير والوفد على الإمكانات الحديثة والمتميزة التي يضمها المركز، وأكد أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تُعتبر من أكبر الدول الأفريقية الناطقة باللغة الفرنسية، وأن كلية طب قصر العيني تُرحب بإقامة روابط أكاديمية متينة مع نظيراتها من المؤسسات التعليمية في الكونغو.

وأضاف أن مستشفيات طب قصر العيني تضم مراكز تميز معتمدة من الاتحادات العلمية المتخصصة، تُسهم بشكل فعّال في تدريب الكوادر الطبية بالدول الأفريقية، ومن أبرز هذه المراكز: مركز تدريب أمراض وجراحات المخ والأعصاب، ومركز تدريب أمراض دم الأطفال، بالإضافة إلى وحدة الإيكمو المتطورة، والتي تُعتبر ميزة فريدة لكلية طب قصر العيني، حيث تمثل فرصة جديدة للحياة للمرضى في الحالات الحرجة

وفي سياق التعريف بالكلية، أوضح الدكتور حسام صلاح أن كلية طب قصر العيني تضم نحو 14،344 طالبًا، من بينهم 5،611 طالب وافد يمثلون 39 دولة مختلفة، وأن الكلية تستقبل طلابًا وافدين من هذه الدول ضمن برامج تعليمية متكاملة، وأضاف أن الكلية تضم 6,279 عضو هيئة تدريس، مؤكدًا أن جميع الاستعدادات قد اكتملت لانطلاق برنامج الدراسة باللغة الفرنسية بدءًا من العام الجامعي 2025 / 2026.

وأشار إلى أن البرنامج الفرنسي يُعد الأوحد من نوعه في مصر لتدريس الطب باللغة الفرنسية، ويحمل اسم «Kasr Al Ainy French – KAF»، ويتم إطلاقه تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وإشراف الأستاذ الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة.

وأوضح أنه قد تم الانتهاء بالكامل من ترجمة مناهج السنة الأولى والثانية نظريًا وعمليًا، بالإضافة إلى أسئلة الامتحانات، إلى اللغة الفرنسية، وقد جرت مراجعتها بدقة من قِبل لجنة أكاديمية متخصصة، بينما يجري حاليًا استكمال ترجمة مناهج السنة الثالثة لضمان الجاهزية الكاملة للبرنامج، كما أكد أن الكلية تمتلك فريقًا أكاديميًا متميزًا يضم أكثر من 150 عضو هيئة تدريس يتقنون اللغة الفرنسية، ما يعكس جدية الاستعدادات وتكاملها لتنفيذ هذا المشروع الأكاديمي الرائد.

كما أكد الدكتور عبدالمجيد قاسم، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، أن لكلية طب قصر العيني إسهامات كبيرة في مجال الرعاية الصحية على مستوى القارة الأفريقية، مشيرًا إلى مساهمة الكلية في إنشاء مركز لأمراض الجهاز الهضمي والكبد في مدينة موهمبيلي بدار السلام في تنزانيا، ليكون مركزًا لخدمة الرعاية الطبية وتدريب الكوادر الطبية في دول شرق أفريقيا، كما نوه إلى أن الكلية قامت بتدريب عدد من الأطباء في نفس المستشفى على علاج الحالات الحرجة، بالإضافة إلى مشاركة أعضاء هيئة التدريس بالكلية في مشاريع تعليمية وتدريبية وطبية بعدة دول أفريقية من بينها تونس، المغرب، الجزائر، السودان، أوغندا، ونيجيريا، وقد ذُكر من بين هذه الإسهامات إدخال مقرر دراسي حول التجارب السريرية في جامعة محمد بن عبدالله بمدينة فاس في المملكة المغربية.

وفي كلمة الدكتورة نادين علاء شريف، مديرة البرنامج الفرنسي بالكلية، قدّمت تعريفًا شاملًا لكلية طب قصر العيني وجامعة القاهرة، ثم انتقلت إلى تقديم عرض مرئي باللغة الفرنسية يتضمن شرحًا لتاريخ الكلية والجامعة، ومجالات الدراسة في بكالوريوس الطب والجراحة، وأشارت سيادتها إلى أن البرنامج الفرنسي يعتمد على نظام التعليم الطبي القائم على الجدارات (CBME)، وفقًا للمعايير القومية المرجعية (NARS 2017)، ويُطبق نظام تقييم متكامل يجمع بين التقييم التكويني والتراكمي، مع توثيق التعلم الذاتي من خلال ملفات إنجاز ورقية أو إلكترونية.

كما أوضحت أن لكلية طب قصر العيني تاريخًا سابقًا في التعاون مع الجانب الفرنسي، حيث تجمعها علاقة تعاون مشترك مع جامعة باريس سيتي بفرنسا، واستعرضت خلال العرض إمكانات الكلية من معامل محاكاة، وقاعات دراسية، وصور للأنشطة الطلابية، وحفلات التخرج، واختتمت كلمتها بتوضيح الموقع الإلكتروني الذي سيتم من خلاله تقديم الطلاب للالتحاق بالبرنامج الفرنسي بالكلية.

وفي ختام الزيارة، أبدى السفير كاسونغو موسينغا جان بابتيست بالغ سعادته بما رآه من تطور وتقدم في كلية طب قصر العيني، وأعرب عن تقديره العميق لحفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى أن هذه هي زيارته الأولى للكلية منذ توليه منصب سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى جمهورية مصر العربية منذ عامين، وأكد أنها كانت زيارة مميزة وثرية على كافة المستويات، كما أبدى رغبته الصريحة في فتح آفاق التعاون المستقبلي، تشمل دراسة الطلاب من جمهورية الكونغو الديمقراطية في كلية طب قصر العيني، وقد نوه سعادته في نهاية زيارته إلى أن هناك زيارة مرتقبة لوزير التعليم العالي في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية مصر العربية، ستتضمن زيارة رسمية لكلية طب قصر العيني، بما يعكس جدية التعاون الأكاديمي المستقبلي بين البلدين.