
لم يتبق سوى ساعات قليلة على المواجهة الحاسمة التي ستحدد مصير الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث يلتقي مع بورتو البرتغالي في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات.
الأهلي، الذي خيّب آمال جماهيره في أول مباراتين بالتعادل المخيب أمام إنتر ميامي والخسارة المؤلمة أمام بالميراس، ليس أمامه خيار سوى الفوز على «تنانين» البرتغال بفارق أهداف مناسب، مع انتظار هدية ثمينة من بالميراس بالفوز على ميسي ورفاقه، من أجل انتزاع بطاقة العبور إلى دور الـ16.
ريبيرو والتحدي الأكبر
منذ لحظة وصوله إلى «الجزيرة»، أدرك الإسباني خوسيه ريبيرو، المدير الفني للأهلي، حجم الآمال المعقودة عليه، وفهم سريعًا أن مهمته في القاهرة ستكون مختلفة تمامًا عن سابقاتها.
تدعيمات استثنائية
النسخة الجديدة من المونديال دفعت إدارة الأهلي لتكوين فريق قادر على المنافسة والظهور بما يليق باسم وتاريخ القلعة الحمراء، فاستعاد الخطيب نجومًا سابقين مثل تريزيجيه وحمدي فتحي وأليو ديانج، كما تعاقد مع زيزو، أحد أبرز أجنحة الدوري المصري في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى التونسي الدولي بن رمضان، في صفقتين من العيار الثقيل.
قبل هذه الصفقات، تم ضم المغربي أشرف بن شرقي والسلوفيني جراديشار في الميركاتو الشتوي، إلى جانب بعض المواهب الصاعدة مثل أحمد رضا والحارس سيحا.
هذه التعاقدات رفعت سقف التوقعات لدى جماهير الأهلي، لكن الآمال بدأت بالتراجع مع التعادل أمام ميامي، ثم تحطمت على صخرة بالميراس.
سقوط السلاح الفتّاك
دخل الأهلي البطولة بخط وسط هو الأقوى له منذ سنوات، بقيادة الثنائي الدولي إمام عاشور وبن رمضان، والذي وُصف بأنه الأكثر تكاملًا دفاعيًا وهجوميًا، لكن إصابة عاشور المبكرة أمام ميامي أربكت حسابات ريبيرو، وأثّرت على انسجام الفريق.
الثنائي البديل مروان عطية وحمدي فتحي لم يتمكنا من تقديم الإضافة المرجوة، وظهر وسط الأهلي عاجزًا عن نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم، خصوصًا عبر العمق، وهو الأسلوب الرئيسي في خطة المدرب الإسباني.
وبالتالي، بدا الفريق عاجزًا أمام بالميراس، إذ لم يسدد أي كرة على المرمى خلال الشوط الثاني، ولم يستطع الاقتراب من منطقة العمليات، كما فشل زيزو في أداء دور صانع الألعاب (رقم 10) لعدم تأقلمه مع المركز.
خسارة الأهلي لمعركة خط الوسط – التي تُعرف بـ«أم المعارك» – أفشلت خطة ريبيرو، وأظهرت سلاح الوسط الفتّاك عاجزًا، ما قد يدفع المدرب لتغيير استراتيجيته أمام بورتو.
زيزو.. والعودة للجناح
ربما يكون من الأفضل لريبيرو إعادة زيزو إلى مركزه الأصلي كجناح أيمن، ليتمكن من استغلال قدراته في الاختراق من الأطراف، وإرسال الكرات العرضية الدقيقة نحو المهاجمين، حيث غياب هذا الدور حرم الأهلي من الاستفادة من تحركات وسام أبوعلي وضربات رأس جراديشار، بسبب قلة الكرات القادمة من الأطراف.
معضلة بن شرقي وتريزيجيه
أحرج أشرف بن شرقي مدربه ريبيرو بأداء مميز خلال نصف ساعة فقط أمام بالميراس، حيث كان اللاعب الأهلاوي الوحيد القادر على المراوغة والاختراق، بينما لم يظهر تريزيجيه بالمستوى المتوقع، مما يفتح الباب أمام بن شرقي ليكون الخيار الأول في الجهة اليسرى أمام بورتو.
وقد يعتمد ريبيرو على مرونة تريزيجيه لتوظيفه في مركز الوسط الهجومي (رقم 8) بجوار بن رمضان، بينما يشغل حمدي فتحي أو أليو ديانج مركز الوسط الدفاعي (رقم 6) لتعويض غياب مروان عطية بسبب تراكم الإنذارات.
توظيف تريزيجيه في خط الوسط سيفتح الباب لعودة زيزو إلى الطرف الأيمن، حيث يمكنه أداء دوره الطبيعي في إرسال العرضيات وخلق المساحات، مما يمنح الأهلي فرصة استخدام كامل أسلحته الهجومية في المواجهة المصيرية.