
في لحظة ينتظرها آلاف الطلاب وأولياء الأمور بقلق وترقب، أعلنت وزارة التربية العراقية انتهاء كافة عمليات التصحيح والرصد لنتائج الصف الثالث المتوسط للعام الدراسي 2024 – 2025، ليبدأ معها سباق البحث والاستعلام في جميع أنحاء البلاد، وتحظى هذه المرحلة الدراسية بأهمية خاصة، نظرًا لأنها تمثل نقطة تحول في المسار الأكاديمي للطالب، وتحدد وجهته المقبلة سواء في التعليم الإعدادي العام أو التخصصي، وهو ما يفسر حجم الاهتمام الواسع الذي رافق إعلان النتائج.
الاستعلام بخطوات بسيطة
ولضمان وصول النتائج بسهولة وشفافية، فعّلت وزارة التربية عدة طرق إلكترونية وميدانية، أبرزها:
الموقع الرسمي للوزارة، حيث يستطيع الطالب تحميل النتائج عبر ملفات PDF مفصلة، إلى جانب تطبيق “نتائجنا” الذي أثبت كفاءته في الدورات السابقة، كما وفرت الوزارة إمكانية الحصول على النتيجة من المدرسة مباشرة، أو عبر الخط الساخن المعتمد.
وقد أكدت الوزارة أن جميع هذه الوسائل آمنة وموثوقة، ودعت إلى تجنب المواقع غير الرسمية التي قد تنشر نتائج مضللة أو غير دقيقة.
مؤشرات إيجابية في نسب النجاح
بحسب ما تم رصده من مصادر رسمية داخل وزارة التربية، فإن نتائج هذا العام حملت في طياتها بوادر تحسّن ملحوظ في أداء الطلبة، سواء من حيث عدد الناجحين أو جودة التحصيل العلمي.
ففي عدد من المحافظات، سجلت نسب النجاح ارتفاعًا عن السنوات الماضية، مع تقارير تشير إلى انخفاض ملحوظ في حالات الرسوب، خصوصًا في المناطق الجنوبية. كما شهدت المحافظات الوسطى استقرارًا في الأداء العام، بينما أظهرت مدارس أربيل والنجف تفوقًا لافتًا في النتائج.
اللافت أيضًا هو استمرار تفوق الطالبات على الذكور في عدة محافظات، خاصة في المواد الأدبية والعلمية مثل الفيزياء والأحياء، ما يعكس حالة من النضج التعليمي لدى الطالبات في هذه المرحلة.
التعليم الأهلي والريفي يحققان مفاجآت
وفي مفارقة إيجابية، بيّنت نتائج هذا العام تفوقًا غير متوقع في بعض المدارس الأهلية، التي استطاعت تحقيق معدلات نجاح مرتفعة، الأمر ذاته انطبق على بعض المدارس الريفية التي فاقت التوقعات، وهو ما يعكس تحسن البيئة التعليمية حتى في المناطق النائية، نتيجة جهود محلية متميزة من الإدارات والمعلمين.
نتائج تمهّد لمستقبل أفضل
تحرص وزارة التربية العراقية على أن تكون نتائج الثالث متوسط أكثر من مجرد أرقام؛ بل مؤشراً على فاعلية السياسات التعليمية، وأساساً لبناء خطط تطويرية واقعية، ولهذا السبب، شددت الوزارة على أهمية تحليل النتائج بعناية من قِبل إدارات المدارس ومديريات التربية، لتحديد نقاط القوة والضعف، والعمل على تلافي أية فجوات تعليمية خلال السنوات المقبلة.