
أعلنت محميات البحر الأحمر عن قرارها بوقف أنشطة الغوص بشكل مؤقت في منطقة جزر الأخوين الواقعة جنوب البحر الأحمر، وذلك يومي 24 و25 يونيو 2025، ويأتي هذا الإجراء في إطار تنفيذ برنامج خاص لرصد وتتبع سلوك أسماك القرش باستخدام أجهزة متصلة بالأقمار الصناعية، وهو جزء من جهود محميات البحر الأحمر للحفاظ على التوازن البيئي وضمان استدامة الأنشطة السياحية البحرية.
وقد تلقت غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية بالبحر الأحمر المنشور رقم 28 لسنة 2025 من محميات البحر الأحمر، والذي يتضمن إخطارًا بوقف جميع أنشطة الغوص في المنطقة خلال يومي تنفيذ البرنامج، وذلك لإتاحة الفرصة لفريق العمل الميداني لتنفيذ البرنامج دون أي تدخل بشري قد يؤثر على سير العملية أو على سلامة المشاركين.
يُنفذ البرنامج فريق علمي متخصص من محميات البحر الأحمر بالتعاون مع جمعية المحافظة على البيئة «هيبكا»، وبمشاركة خبير فرنسي بارز في تركيب أجهزة التتبع بالأقمار الصناعية على الكائنات البحرية، حيث يُعتبر استخدام هذه الأجهزة من أحدث الوسائل في دراسة وتحليل تحركات وسلوكيات القروش.
يستهدف البرنامج رصد وتتبع أسماك القرش الأكثر تكرارًا في الحوادث المسجلة، من خلال تثبيت أجهزة دقيقة على ظهور القروش ثم إطلاقها مجددًا في بيئتها الطبيعية، مما يتيح جمع بيانات حيوية دقيقة حول تحركاتها، ومسارات هجرتها، وسلوكها الموسمي، وتفاعلها مع الأنشطة البشرية.
يأتي هذا الإجراء ضمن خطة وزارة البيئة لتعزيز نظام الرصد البيئي البحري وتقديم دعم علمي لقرارات حماية السائحين والعاملين في الأنشطة البحرية، مع الحفاظ على الكائنات البحرية المهددة والموائل الطبيعية للشعاب المرجانية في الوقت نفسه.
تجدر الإشارة إلى أن البحر الأحمر يضم نحو 29 نوعًا من القروش، وهي كائنات غضروفية ذات أهمية بيئية واقتصادية كبيرة، إذ تساهم في التوازن البيولوجي وتعتبر عنصر جذب قوي للسياحة البيئية والغوص.
يعتبر وقف أنشطة الغوص خلال أيام تنفيذ البرنامج إجراءً احترازيًا ضروريًا لضمان نجاح عمليات التتبع والرصد، ولتعزيز قيمة البحث العلمي في خدمة البيئة والسياحة معًا، مما يعكس توجهًا وطنيًا جادًا لحماية موارد البحر الأحمر للأجيال القادمة.