أسرة الشيخ أبو العينين شعيشع في كفر الشيخ تُحيي الذكرى الرابعة عشر لرحيله: لحظات مؤثرة وصور تخلد الذكرى

أحيت عائلة القارئ الراحل الشيخ أبوالعينين شعيشع، الذي كان نقيب قُراء مصر السابق وواحدًا من عمالقة قُراء القرآن الكريم، ذكراه الرابعة عشرة في مسقط رأسه بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، حيث حضر العديد من مُحبّي الشيخ هذه الذكرى أمس الاثنين.
توافد العشرات من محبي الشيخ شعيشع إلى منزل حفيده هشام صبح، الذي هو نجل ابنة شقيقته، للمشاركة في إحياء هذه المناسبة، وقد شرف الحضور محمد سليمان، مدير إدارة العلاقات العامة بديوان عام محافظة كفر الشيخ، ومحمد ضبعون، نائب رئيس مركز ومدينة بيلا، بالإضافة إلى عدد من أئمة وزارة الأوقاف وقُراء القرآن الكريم، وبعض القيادات التنفيذية والشعبية، والصحفيين والإعلاميين.
حرص الزوار على التقاط الصور التذكارية مع أسرة الشيخ، بينما كانت تُقرأ آيات من القرآن الكريم على ألسنة عدد من القراء، كما تضمن الاحتفال فقرات من الإنشاد الديني والابتهالات، بجانب الاستماع إلى القرآن الكريم بصوت الشيخ شعيشع، والتحدث عن حياته المليئة بالعطاء، حيث جاب الأرض وملأها بآيات القرآن.
قال محمد عوض اليماني، حفيد الشيخ أبوالعينين شعيشع، إن الشيخ لن يعوض، ولن يملأ فراغه أحد، فقد كان قدوة للجميع وعلمهم الأصول، مضيفًا أنه لم يتأخر يومًا عن مساعدة أحد، وكان دائمًا سباقًا للخير وصاحب واجب، بارًا بأهله وأقاربه وأصدقائه.
أوضح اليماني أن جدّه كان يحب أن تسير الأمور وفق تعاليم القرآن، وكان يوصينا بحفظه وتعليم أولادنا، كما كان دائمًا يشجعنا على الحب والتقوى، وكان يفرح كثيرًا عند زيارة البلد والتجمع حوله.
أكد هشام صبح، حفيد الشيخ، أن لجده بصمة كبيرة في مصر والعالم الإسلامي، فله محبون في كل مكان، مشيرًا إلى أنهم يجتمعون في ذكرى رحيله مع كافة الأقارب والأصدقاء لقراءة خاتمة قرآن له.
ترك الشيخ أبوالعينين شعيشع ميراثًا من حب الجماهير وثروة من التسجيلات القرآنية، حيث لا يزال صوته العذب خاشعًا في قلوب محبيه، كما أن دعوته الدائمة كانت “يارب لا تحرمني من خدمة القرآن الكريم”.
يُعتبر الشيخ أبوالعينين شعيشع أحد أعلام التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، وُلد في 12 أغسطس 1922 في مدينة بيلا، وكان الابن الثاني عشر لأبيه، التحق بكُتاب المدينة وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ يوسف شتا، رحمه الله، وعُرف كقارئ للقرآن منذ عام 1936 وهو في الرابعة عشر من عمره بعد مشاركته في حفل بمدينة المنصورة.
دخل شعيشع الإذاعة المصرية عام 1939، مُتأثرًا بالشيخ محمد رفعت، حيث استُعين به لإصلاح أجزاء من تسجيلات رفعت، وابتكر أسلوبًا فريدًا في التلاوة من منتصف الأربعينيات، وكان أول قارئ مصري يتلو القرآن في المسجد الأقصى.
عُين شعيشع قارئًا لمسجد عمر مكرم في ميدان التحرير عام 1969، ثم قارئًا لمسجد السيدة زينب عام 1992، وناضل في السبعينات لإنشاء نقابة القراء مع كبار القراء، وانتُخب نقيبًا منذ 1988 حتى وفاته.
كما عُين عضوًا في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعميدًا للمعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم، وعضوًا بلجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون، وحصل على العديد من الأوسمة من عدة دول، بما في ذلك وسام الرافدين من العراق ووسام الأرز من لبنان.
توفي الشيخ أبوالعينين شعيشع في 23 يونيو 2011 عن عمر يُناهز 88 عامًا، بعد رحلة حافلة في تلاوة القرآن الكريم، ودفن في المقابر المجاورة لكلية البنات بجامعة الأزهر، وصُلي عليه صلاة الغائب في مسقط رأسه بمساجد مدينة بيلا، حيث كانت خطبة الجمعة مخصصة لذكر مناقبه ومآثره.