تعرف على مفاعلات إيران النووية الثلاثة: نطنز، أصفهان، وفوردو – لماذا استهدفتها القوات الأمريكية؟

تعرف على مفاعلات إيران النووية الثلاثة: نطنز، أصفهان، وفوردو – لماذا استهدفتها القوات الأمريكية؟

في اليوم العاشر من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن شن هجوم على ثلاثة مواقع نووية في إيران، حيث كتب ترامب على منصة «تروث سوشال» في الساعات الأولى من صباح اليوم «أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان»، وأضاف «جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني، وتم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي فوردو».

ولمعرفة المزيد عن المواقع النووية الإيرانية التي استهدفتها القوات الأميركية، قام قسم «صحافة البيانات» في جريدة «إقرأ نيوز» بتحليل بيانات المواقع الثلاثة.

نطنز

تُعتبر نطنز إحدى المنشآت النووية المهمة في إيران، حيث بُنيت بالقرب من المدينة لتخصيب اليورانيوم، وهي جزء من البرنامج النووي الإيراني الذي تقدر تكلفته بنحو 3 تريليون دولار بسبب العقوبات الاقتصادية، ويقع المجمع النووي على بعد حوالي 250 كيلومترًا جنوب العاصمة طهران، ويُعتبر أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في البلاد.

وفقًا للبيانات، فإن أجهزة الطرد المركزي في هذا المركز تم بناؤها على عمق يتراوح بين 40 إلى 50 مترًا تحت الأرض لأسباب تتعلق بالسلامة، ولتكون محمية من أي هجوم جوي محتمل.

كما أنها محمية بدرع خرساني يبلغ سمكه حوالي 7.6 متر، وتستخدم لتطوير وتجميع أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم، وهي التقنية الأساسية التي تحول اليورانيوم إلى وقود نووي.

وحسب البيانات، تحتوي نطنز على ستة مبانٍ فوق الأرض وثلاثة هياكل تحت الأرض، ويمكن أن تستوعب اثنان من هذه الهياكل 50 ألف جهاز طرد مركزي، وذلك وفقًا لمبادرة التهديد النووي غير الربحية.

أصفهان.

تقع مدينة أصفهان في وسط إيران، وهي موطن أكبر مجمع للأبحاث النووية في البلاد، حيث تم تشييده بدعم من الصين وافتُتح عام 1984، ويعمل في أصفهان حوالي 3000 عالم، ويُشتبه في أن الموقع يعتبر مركزًا رئيسيًا للبرنامج النووي الإيراني.

وأوضحت البيانات أن إيران تمتلك ثلاثة مفاعلات بحثية صغيرة مقدمة من الصين، بالإضافة إلى منشأة تحويل ومصنع لإنتاج الوقود ومصنع لتكسية الزركونيوم ومرافق ومختبرات أخرى.

تأسس مركز أصفهان لأبحاث وإنتاج الوقود النووي (NFRPC) لتقديم الدعم العلمي والفني لبرنامج محطة الطاقة النووية الإيرانية، وإجراء تحليلات وأبحاث الوقود، بما في ذلك استخراج اليورانيوم وتحويله وإنتاج الوقود، ويتكون المركز من أقسام متعددة تشمل الهندسة النووية والهندسة المعدنية والوقود والكيمياء، حيث يتم إنتاج الوقود التجريبي لمفاعلات الطاقة المائية بواسطة مختبر تصنيع الوقود.

فوردو.

تظهر البيانات أن فوردو هي منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، وتقع على بعد 30 كيلومترًا شمال مدينة قم الإيرانية، في قاعدة سابقة للحرس الثوري الإسلامي، ومن المفترض أن تكون تحت سيطرة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وتُعتبر ثاني منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم بعد نطنز.

ولا يزال الكثير غير معروف عن الحجم الكامل وطبيعة هذه المنشأة السرية، التي تقع في أعماق مجموعة من الجبال، وقد حصلت المخابرات الإسرائيلية على معلومات عنها من وثائق إيرانية مسروقة قبل سنوات.

تُعد هذه المنشأة من أكثر مواقع التخصيب حساسية واستراتيجية، حيث تقع تحت جبل كبير وتحيط بها دفاعات جوية كثيفة، مما جعل استخدام قنابل MOP الخيار الوحيد الفعّال لتدميرها.

تشير البيانات إلى أن القاعات الرئيسية تقع على عمق يتراوح بين 80 و90 مترًا تحت الأرض، مما يجعل تدميرها جويًا أمرًا بالغ الصعوبة.

وفقًا للبيانات، فإن موقع فوردو النووي قادر على استيعاب حوالي 3000 جهاز طرد مركزي، تُستخدم لتخصيب اليورانيوم للاستخدامات المدنية والعسكرية، حيث يتطلب هذا المعدن المشع تخصيبه إلى مستويات عالية لاستخدامه في الأسلحة النووية، وقد صُممت المنشأة لمقاومة الغارات الجوية والتدخل الأجنبي.

وبحسب معهد العلوم والأمن الدولي، فإن إيران قادرة على تحويل مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى 233 كيلوغرامًا من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة في غضون ثلاثة أسابيع في محطة فوردو، وهو ما يكفي لصنع تسعة أسلحة نووية.

في حين أشارت تقارير حديثة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران زادت إنتاج اليورانيوم المخصب إلى مستوى 60% في منشأة فوردو، وتحتوي المنشأة الآن على 2700 جهاز طرد مركزي، وفقًا للخبراء والوكالة.

وفي عام 2018، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مزيد من التفاصيل حول المنشأة، بعد أن استولت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على أكثر من 55 ألف وثيقة مما وصفته إسرائيل بـ«الأرشيف الذري» الإيراني.

ومن بين الوثائق كانت مخططات تفصيلية لموقع فوردو ومعلومات عن أهدافه، والتي تشمل إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة كجزء من برنامج الأسلحة النووية الإيراني، لإنتاج سلاح نووي واحد أو اثنين على الأقل سنويًا.

في ذلك الوقت، وصف نائب وزير الخارجية الإيراني آنذاك عباس عراقجي هذه الكشوفات وتعليقات نتنياهو بأنها «طفولية» و«مضحكة»، بينما قال وزير الخارجية الأميركي آنذاك مايك بومبيو إن الولايات المتحدة كانت على علم بهذه المواد منذ فترة وتعتقد أن الوثائق أصلية.

وحسب تقرير صدر في مارس عن معهد الخدمات الملكية المتحدة (RUSI) -وهو مؤسسة بحثية مقرها المملكة المتحدة- فإن تدمير فوردو من الجو سيكون مستحيلاً تقريبًا بالنسبة لإسرائيل، ويتطلب قوة نيرانية كبيرة ومساعدة من الولايات المتحدة.

لن تتمكن حتى قنابل GBU-57 الأميركية الخارقة للدروع، التي يصل عمقها إلى حوالي 60 مترًا فقط، من تحقيق هذا الهدف، وفقًا لتقرير المعهد الملكي للخدمات المتحدة، حيث لا يمكن إطلاق GBU-57 إلا بواسطة قاذفات الشبح B-2 التابعة لسلاح الجو الأميركي، وهو أمر لا تمتلكه إسرائيل، حتى لو زودتها الولايات المتحدة بهذه القنابل.

وذكر التقرير أن «قنبلة GBU-57/B من المرجح أن تتطلب ضربات متعددة على نفس نقطة الهدف لتكون لديها فرصة جيدة لاختراق المنشأة».

وفي نهاية الأسبوع الماضي، حدد ترامب مهلة أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن إمكانية توجيه الولايات المتحدة ضربة لإيران، وأكد أنه قد يتخذ قراره بهذا الشأن قبل انقضاء المهلة، وتتركز التكهنات حول ضربة أميركية محتملة تستهدف البرنامج النووي الإيراني على استخدام قاذفات «بي 2»، القادرة على حمل قنابل «جي بي يو 57» الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل، حيث لا تمتلك إسرائيل هذا النوع من الأسلحة، كما لا تمتلك القاذفات التي تطلقها، مما يجعلها بحاجة لمساعدة الولايات المتحدة في مهمة تدمير المنشأة.