
مع بداية ارتفاع درجات الحرارة، يتجاوز تأثيرها الجسدي ليشمل الحالة النفسية والمزاجية، فقد لاحظ الكثيرون تغييرات نفسية تتزامن مع الطقس الحار، تتراوح بين التحسن في بعض الحالات والتدهور في أخرى، ووفقًا لموقع «Health News Hub»، فإن الحرارة تؤثر على الصحة النفسية بطرق متعددة، بعضها إيجابي، بينما يتطلب البعض الآخر الحذر والانتباه.
الفوائد النفسية لدرجات الحرارة المرتفعة:
رغم الاعتقاد الشائع بأن الحرارة تسبب الانزعاج، إلا أن هناك فوائد نفسية قد ترتبط بالتعرض للحرارة، منها:
1- تحسين الحالة المزاجية، حيث أظهرت بعض الدراسات أن التعرض للحرارة في أماكن مثل غرف الساونا يمكن أن يخفف من أعراض الاكتئاب، 2- انخفاض معدلات بعض الاضطرابات النفسية، خاصة في المناطق التي تسجل درجات حرارة دافئة نسبيًا، حيث لوحظ انخفاض طفيف في بعض المشكلات النفسية، ولكن من المهم التفرقة بين تأثير الحرارة وتأثير ضوء الشمس، إذ إن العديد من الفوائد النفسية قد تعود إلى التعرض للضوء وليس بالضرورة للحرارة.
– صورة أرشيفية.
الآثار السلبية لارتفاع الحرارة على الصحة النفسية
بالرغم من وجود بعض الفوائد، إلا أن التعرض الطويل والمفرط لدرجات الحرارة المرتفعة يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة النفسية، ومن أبرز هذه الآثار:
– زيادة السلوك العدواني والعنيف، – تدهور الوظائف الإدراكية مثل التركيز والذاكرة، – اضطرابات في النوم، مما ينعكس مباشرة على الحالة المزاجية وقد يؤدي إلى زيادة أعراض الاكتئاب والقلق.
يرى الخبراء أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على الجسم والدماغ بطرق متعددة، أبرزها تعطيل النوم وتقليل النشاط البدني بسبب الإرهاق، وهذان العاملان يعتبران مهمين في دعم الصحة النفسية، فالنشاط البدني يعد وسيلة فعالة في التخفيف من الاكتئاب، لذا فإن أي عائق أمام ممارسة الرياضة يمكن أن يكون له تأثير عكسي.
الأشخاص المصابون باضطرابات نفسية أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة
الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية قد يكونون أكثر حساسية تجاه درجات الحرارة المرتفعة، وتشير الأبحاث إلى ما يلي:
1- الاختلاف في تنظيم حرارة الجسم، حيث قد تكون درجة حرارة أجسام الأشخاص المصابين بالاكتئاب أعلى من الطبيعي، بينما يعاني مرضى الفصام من انخفاض في درجة الحرارة الأساسية لأجسامهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للإجهاد الحراري، 2- تأثير الأدوية النفسية، فبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطرابات النفسية، مثل مضادات الذهان ومضادات الهيستامين، يمكن أن تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم حرارته والتعرق، وقد تقلل من قدرة المريض على الإحساس بارتفاع الحرارة.
نصائح للوقاية من تأثير الحرارة على الحالة النفسية
للاستمتاع بفصل الصيف دون التأثير السلبي على المزاج، ينصح المختصون باتباع الإجراءات التالية:
– استخدام المراوح أو المكيفات خاصة في الليل لتحسين جودة النوم، – ممارسة التمارين الرياضية خلال ساعات الصباح الباكر أو المساء، – شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم، – قضاء بعض الوقت في المساحات الخضراء أو الحدائق المظللة، – استشارة الطبيب في حال استخدام أدوية قد تؤثر على قدرة الجسم على التعامل مع الحرارة.
من جانبها، أكدت الدكتورة إيمان ممتاز، استشاري الصحة النفسية، أنه في ظل التغيرات المناخية المتسارعة حول العالم، يتزايد الحديث عن تأثير الحرارة المرتفعة على السلوك الإنساني والصحة النفسية، مشيرة إلى أن للحرارة تأثيرًا مباشرًا على الحالة المزاجية، حيث تساهم في خلق ضغط نفسي وعصبي، مما يقلل من قدرة الإنسان على التحمل ويزيد من التوتر والانفعال.
وأضافت ممتاز، في تصريحات لـ «إقرأ نيوز»، أن هناك دراسات نفسية حديثة تؤكد أن التعرض المستمر لدرجات حرارة عالية، خاصة في بيئات تفتقر إلى وسائل التبريد أو الدعم النفسي، يؤدي إلى تراكم التأثيرات السلبية على الحالة النفسية، مما ينعكس في زيادة معدلات العنف والنزاعات، خصوصًا خلال أشهر الصيف.
وكشفت ممتاز عن أن هذا التوتر الناتج عن الحر الشديد قد يؤدي إلى سلوكيات عدوانية في المنازل والأماكن العامة، حيث تقل قدرة الأفراد على ضبط النفس وتزداد سهولة الاستثارة، ويرتبط ذلك بانخفاض مستويات السيروتونين في الجسم، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالهدوء والسعادة، والذي يتأثر بشدة بتغيرات البيئة المحيطة، خاصة في فصل الصيف.
اطلع أيضًا: