
استضاف قسم الصحافة بكلية الإعلام في جامعة القاهرة اليوم جلسته التمهيدية لملتقى «تحديات وإشكاليات التعليم الصحفي في العصر الرقمي»، والذي يقام تحت رعاية رئيس الجامعة الدكتور محمد سامي عبدالصادق وعميدة الكلية الدكتورة ثريا البدوي، ويترأسه الدكتور شريف درويش، رئيس قسم الصحافة، بإشراف عام من عميدة الكلية الأسبق الدكتورة ليلى عبدالمجيد ومنسقة الملتقى الدكتورة أمل السيد دراز، حيث جمع الملتقى نخبة من الخبراء الدوليين لمناقشة متطلبات تدريب وتأهيل أساتذة الصحافة في هذا العصر الجديد.
وأكدت الدكتورة فاطمة الزهراء، رئيسة الجلسة، على ضرورة مواءمة المناهج الأكاديمية مع التقنيات الجديدة لضمان تعليم إعلامي مسؤول، بينما أشار الدكتور جايسون جاينس، أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة الشارقة، إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح قوة بحثية لا يمكن تجاهلها، لكنه حذر من أهمية توعية الطلاب بالاستخدام الأخلاقي لهذه الأدوات لتجنب الغش أو السرقة الأكاديمية، مشددًا على أن المصداقية العلمية تظل مسؤولية الباحث الأول.
من جانبه، دعا الدكتور أوما شانكار باندي، أستاذ الصحافة بجامعة كالكوتا، إلى إعادة التفكير في أساليب التدريس الصحفي، مقترحًا «الاقتراب التكاملي» الذي يدمج التخصصات ويوازن بين التعليم التقليدي والرقمي.
في هذا السياق، أوضح الدكتور محمد جاميو مصطفى، المدير التنفيذي لمركز بحوث تطوير الإعلام والحوكمة والمجتمع الإفريقي، أن تدريس أخلاقيات الصحافة لم يعد خيارًا بل ضرورة قصوى لمواجهة الأزمات الأخلاقية المعقدة التي يفرضها المشهد الرقمي، مشددًا على أهمية استخدام أدوات تحليلية لاتخاذ قرارات مهنية رصينة.
وألقت الدكتورة ليلى عبدالمجيد كلمة نيابة عن الدكتور عصام نصر، الأستاذ بكلية الإعلام، حيث أشارت إلى أن الطالب والأستاذ والكتاب يشكلون «ثلاثية متكاملة لا غنى عنها» لتطوير التعليم الإعلامي في العصر الرقمي، مع التركيز على بيئة تعليمية مرنة تحفز التفكير النقدي.
وفي نفس السياق، اعتبرت الدكتورة دينا فاروق، عميد كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر، أن التحدي الأبرز يكمن في الحفاظ على المصداقية الصحفية في ظل هيمنة التقنيات الحديثة، ونبهت إلى «فجوة المعرفة» وضعف البنية التحتية التكنولوجية في بعض الدول العربية، مؤكدة على ضرورة غرس قيم احترام الخصوصية لدى الطلاب.
كما لفتت الكاتبة الصحفية سناء صليحة، من مؤسسة الأهرام، إلى أن العالم يشهد تحولًا جذريًا نحو حروب رقمية وصراعات غير تقليدية، مما يستدعي امتلاك الصحفيين لمهارات وأدوات متطورة تتجاوز المفاهيم التقليدية، وأشادت الكاتبة بريادة كلية الإعلام بجامعة القاهرة في تحديث مناهجها، لكنها حذرت من استهلاك المجتمع الأكاديمي لتكنولوجيا ينتجها الآخر، وطرحت إشكالية حرية التعبير عبر الإنترنت في ظل ممارسات حجب المحتوى، متسائلة عن مستقبل الصحافة الورقية.
وفي ختام الجلسة، جددت الدكتورة أمل السيد دراز، منسقة الملتقى، ترحيبها بالمشاركين، معربة عن أملها في أن يكون الملتقى نقطة انطلاق لتحولات جذرية تعيد للمدرسة الإعلامية المصرية ريادتها، وأشارت الدكتورة هناء فاروق، وكيلة الكلية، إلى أهمية دمج الذكاء الاصطناعي بمسؤولية في التعليم، للانتقال بالطالب من التذكر إلى الإبداع، وأكدت الدكتورة سارة المشمشي، مقرر الجلسة، على ضرورة رفع الوعي الرقمي والأخلاقي لدى أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتقديم برامج تدريبية في الأدوات الرقمية الحديثة.
جدير بالذكر أن الملتقى العلمي لقسم الصحافة بكلية الإعلام- جامعة القاهرة يعقد بمقر الكلية خلال الفترة من 23 إلى 25 يونيو 2025.