
انطلقت اليوم فعاليات الملتقى العلمي لقسم الصحافة بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، حيث سيتناول الملتقى على مدى ثلاثة أيام موضوع «تحديات وإشكاليات التعليم الصحفي في العصر الرقمي».
في الجلسة الأولى، التي حملت عنوان «طلاب الصحافة في العصر الرقمي: الخصائص والمتطلبات والاحتياجات»، أُثيرت دعوات ملحة لتطوير شامل في فلسفة التعليم الصحفي، وذلك لمواكبة التغيرات السريعة في بيئة العمل الإعلامي
ترأست الجلسة الدكتورة راجية قنديل والدكتورة منى عبدالوهاب، بينما تولى الدكتور محمد وليد مهمة مقرر الجلسة.
في هذا السياق، ناقشت الدكتورة إيمان هريدي، عميد كلية الدراسات العليا للتربية، الخصائص النفسية والاجتماعية لطلاب الصحافة في العصر الرقمي، حيث أشارت إلى أن الطلاب يواجهون مستويات مرتفعة من التوتر والقلق نتيجة للتنافس الشديد وضغوط التميز الرقمي، كما أنهم يعانون من إدمان التفاعل وهشاشة الانتباه، ورغم ذلك يتمتعون بذكاء رقمي وقدرة على التكيف المعرفي في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج وتحليل المحتوى، مع سعي دائم لنيل التقدير والقبول من الجمهور.
وأكدت الدكتورة هريدي على أهمية تحديد الهدف المرجو من العملية التعليمية ونوعية الصحفي الذي نرغب في تخريجه قبل تحديد خصائصه النفسية، مشددة على أن الطالب في العصر الرقمي لم يعد مجرد متلقٍ للمعرفة، بل أصبح فاعلاً في إنتاج المحتوى وتشكيل الرأي العام.
أما الأستاذة الدكتورة ليلى عبدالمجيد، الأستاذ بقسم الصحافة، فقد تناولت مهارات المستقبل لطلاب الصحافة ومواصفات الخريج في العصر الرقمي، حيث أكدت على ضرورة اكتساب الطلاب لمهارات أساسية مثل العمل الجماعي، المرونة، التعلم الذاتي المستمر، والمهارات الرقمية والتكنولوجية بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إدارة الوقت، حل المشكلات، والتفكير النقدي، كما شددت على أهمية إتقان اللغة الأم ولغة أجنبية، ومهارات التصوير الفوتوغرافي والفيديو والمونتاج، وصحافة الموبايل، ومهارة التحقق من صحة المعلومات، وإنشاء وتحرير المحتوى المتعدد الوسائط.
كما أضافت الدكتورة ليلى عبدالمجيد أن خريجي الكلية يتمتعون بتميز محلي، وأن الكلية تسعى لتخريج طلاب قادرين على المنافسة إقليمياً ودولياً، يتمتعون بالجاهزية للالتحاق بسوق العمل، ويتقنون إنتاج المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي.
فيما استعرضت الدكتورة شيرين سلامة، الأستاذ المساعد بقسم الصحافة، بحثاً ميدانياً مشتركاً مع الدكتورة أمل السيد حول فلسفة التعليم الصحفي في العصر الرقمي، حيث أظهر البحث أن التحول الرقمي لم يقتصر على الوسائل بل شمل جوهر العملية التعليمية، من التلقين إلى نموذج قائم على التفاعل وإنتاج المعرفة، مع التمكن من أدوات الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي الذي أعاد تشكيل دور الصحفي ليصبح منتج محتوى متعدد المنصات.
وأوضحت الدكتورة سلامة أن أدوار أعضاء هيئة التدريس قد تحولت من ناقلي معرفة إلى ميسرين وموجهين، مما يتطلب منهم مهارات جديدة في إنتاج المحتوى الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي، كما أكدت على وجود فجوة معرفية بين الأساتذة والطلاب، مما يستدعي تطوير التدريب المؤسسي وتحديث البنية التكنولوجية والمناهج لمواكبة سرعة التحول الرقمي.
وفي تعقيبها على الأوراق البحثية، أشادت الدكتورة منى عبدالوهاب، الأستاذ المساعد بقسم الصحافة، بجودة الموضوعات المطروحة، مؤكدةً على أهميتها في صياغة خطة تطوير واقعية، وأوضحت أن تطوير فلسفة التدريب يتطلب إشراك القائمين على تدريب الطلاب في المواقع الصحفية في عملية التقييم، وزيادة الاعتماد على الخبراء والمهنيين في تدريس المقررات الرقمية الجديدة.
وشددت الدكتورة عبدالوهاب على ضرورة تخصيص ميزانية للدعم المؤسسي والتدريب داخل القسم، وجعله إلزامياً لأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، كما أكدت على أهمية تطوير طرق التدريس لجذب الطلاب إلى قاعات الدراسة، لتحقيق التكامل بين المعرفة النظرية والتدريب العملي.
يُذكر أن الملتقى العلمي لقسم الصحافة سيستمر حتى 25 يونيو 2025 بمقر الكلية، تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس الجامعة، وبإشراف الدكتورة ثريا البدوي، عميد الكلية، والدكتور شريف درويش اللبان، رئيس قسم الصحافة، والدكتورة ليلى عبدالمجيد، والدكتورة أمل السيد، منسقتا الملتقى.