تعزيز الذكاء الرقمي لمدمني الألعاب الإلكترونية: دراسة جديدة في رسالة ماجستير بمعهد الدراسات العربية

أظهرت دراسة جديدة أجرتها الباحثة زينب مصطفى حمزة عبدالمجيد، من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية (قسم بحوث ودراسات التربية)، فعالية برنامج إرشادي معرفي سلوكي في تعزيز الذكاء الرقمي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية الذين يعانون من إدمان الألعاب الإلكترونية، حيث كانت هذه الدراسة جزءًا من رسالتها لنيل درجة الماجستير التي حصلت عليها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
▪️ مشكلة ملحة تواجه الأسر.
تناولت الدراسة ظاهرة تزايد إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية، وما يترتب على ذلك من آثار سلبية متعددة مثل السلوك العدواني، والعزلة، وضعف المهارات الاجتماعية، وإهمال الواجبات المدرسية، مما يعكس افتقار الأطفال لمهارات “الاستخدام الرشيد للتكنولوجيا” المعروفة بمفهوم الذكاء الرقمي.
▪️ الذكاء الرقمي كدرع وقائي.
تعرفت الباحثة على الذكاء الرقمي كحزمة من المهارات التي تساعد الطفل في استخدام التطبيقات الرقمية والألعاب بشكل آمن ومتوازن، وتشمل التفكير الناقد في البيئة الرقمية، والأمن والسلامة، وإدارة وقت الشاشة.
▪️ تفاصيل العينة والبرنامج.
طبقت الدراسة برنامجًا إرشاديًا مكونًا من 36 جلسة، استهدف 60 تلميذًا وتلميذة من الصفين الخامس والسادس الابتدائي، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعة تجريبية وأخرى ضابطة، وقد أعدت الباحثة البرنامج بالكامل مستندة إلى أسس نفسية وتربوية وعلمية وتكنولوجية حديثة، وشمل مجموعة متنوعة من الفنيات مثل إعادة البناء المعرفي، لعب الدور، الملاحظة الذاتية، النمذجة، والحوار والمناقشة.
▪️ أدوات القياس ونتائج قوية.
استخدمت الدراسة أدوات علمية مقننة مثل اختبار “بينيه” المصور للذكاء، ومقياس إدمان الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى مقياس الذكاء الرقمي الذي قامت الباحثة بتطويره خصيصًا للدراسة، وهو ما يُعتبر إسهامًا جديدًا للمكتبة السيكومترية العربية، وقد أظهرت النتائج فروقًا دالة إحصائيًا لصالح المجموعة التجريبية في تنمية الذكاء الرقمي وتقليل مستوى الإدمان على الألعاب الإلكترونية، مع استمرار التحسن خلال فترة المتابعة، كما سجل الأطفال تحسنًا في إدارة الوقت، الشعور بالذات، والتفاعل الاجتماعي.
▪️ أهمية الدراسة وتوصياتها.
تنبع أهمية الدراسة من تناولها لمشكلة معاصرة تؤثر على كل أسرة، في ظل قلة الأبحاث العربية التي تتطرق إلى الذكاء الرقمي، وقد أوصت الباحثة بتطبيق مثل هذه البرامج في المدارس ومراكز الإرشاد، بالإضافة إلى تدريب أولياء الأمور على الملاحظة والمتابعة الرقمية الواعية لأبنائهم.
▪️ لجنة المناقشة والتقدير النهائي.
تكونت لجنة مناقشة الرسالة من: أ.د. خيري أحمد حسين، أستاذ الصحة النفسية وعميد كلية التربية – جامعة أسوان (مناقشًا ورئيسًا)، ود. على ثابت إبراهيم حفني، أستاذ مساعد الصحة النفسية – جامعة جنوب الوادي (مناقشًا)، ود. محمد أحمد سيد خليل، أستاذ مساعد الصحة النفسية والتربية الخاصة – جامعة أسوان (مشرفًا)، وفي نهاية المناقشة، أوصت اللجنة بمنح الباحثة درجة الماجستير بتقدير “امتياز مع مرتبة الشرف”، مشيدة بأهمية موضوع الدراسة وحداثة أدواتها ومساهمتها التطبيقية في تعزيز الصحة النفسية الرقمية لدى النشء.