مصر تتصدر السوق الدوائي في إفريقيا بقيمة تتجاوز 6.2 مليار دولار، وفقًا لرئيس هيئة الدواء

مصر تتصدر السوق الدوائي في إفريقيا بقيمة تتجاوز 6.2 مليار دولار، وفقًا لرئيس هيئة الدواء

شارك الدكتور على الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، في افتتاح المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي في نسخته الرابعة، الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتنظيم من الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، وبحضور عدد من المسؤولين رفيعي المستوى وممثلي الدول الإفريقية والأجنبية والمنظمات الدولية.

في كلمته الافتتاحية، أشار الدكتور على الغمراوي إلى أن ريادة مصر في مجالي الطب والصيدلة تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، حيث تعود جذورها إلى فجر الحضارة، ويظهر هذا الإرث الفريد في المخطوطات البردية القديمة، التي تُعتبر من أوائل الوثائق الطبية، حيث تضمنت أوصافًا دقيقة للأمراض وطرق علاجها.

كما ذكر بردية إيبرس الشهيرة، التي تعود لأكثر من 3500 عام، والتي تحتوي على 842 وصفة طبية تغطي 20 مرضًا مختلفًا، بما في ذلك أمراض العيون والطفيليات والسكري وتنظيم النسل، بالإضافة إلى بردية إدوين سميث التي تعود لأكثر من 3000 عام، وتوثق 48 وصفة طبية وجراحية دقيقة، مما يعكس عمق الفهم التشريحي والطبي الذي تميز به المصريون القدماء.

وأوضح الغمراوي أن هذه الريادة التاريخية مستمرة في العصر الحديث، حيث يُعتبر السوق الدوائي المصري الأكبر في إفريقيا، بقيمة تقدر بـ 6.2 مليار دولار، ويضم أكثر من 12 ألف مستحضر دوائي، بإجمالي مبيعات سنوية تتجاوز 3.5 مليار عبوة، مع نمو سنوي مركب بلغ 15% في عام 2023، وهو ما يتجاوز المعدلات العالمية، حيث يستحوذ على أكثر من 27% من حجم السوق الإفريقي، على الرغم من أن مصر تمثل فقط 8% من سكان القارة.

وأضاف أن هذه المكانة تعتمد على قاعدة صناعية وتنظيمية قوية، تضم 179 مصنعًا للأدوية البشرية، منها 11 مصنعًا حاصلين على اعتماد من منظمات دولية مرجعية، و150 مصنعًا للمستلزمات الطبية، و4 مصانع للمستحضرات الحيوية، و130 مصنعًا لمستحضرات التجميل، و5 مصانع للمواد الخام، مع ما يقرب من 2370 خط إنتاج، منها 990 مخصصًا لإنتاج الأدوية، وأكثر من 1600 شركة توزيع دوائية، وما يقرب من 80 ألف منشأة صيدلية.

وأشار رئيس هيئة الدواء إلى أن هذه القدرات مكنت الهيئة من وضع توطين الصناعة وتعزيز الاستثمار على رأس أولوياتها، لضمان استقرار الإمدادات الدوائية وتحقيق الأمن الدوائي المصري، حيث نجحت مصر في الوصول إلى نسبة اكتفاء ذاتي تبلغ 91%، كأعلى دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا في هذا المجال.

ولفت إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتوطين بدأت تُثمر، حيث تم خفض معدل الاستيراد بنسبة 3%، ومن المستهدف أن تصل نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 94% خلال السنوات الثلاث المقبلة، بدعم من مشروعات التوطين التي ترعاها الهيئة.

وأكد الغمراوي أن القارة الإفريقية تُعتبر من أغنى المناطق بالفرص الاستثمارية، غير أن العجز في الميزان التجاري للقارة بلغ 89%، بينما لا يتجاوز حجم التبادل التجاري بين دولها نسبة 2%، رغم الإمكانيات الهائلة، مشيرًا إلى أن مصر تستحوذ على 52% من صادرات إفريقيا الدوائية، معظمها يخرج خارج القارة، مما يعكس الحاجة الملحة إلى تفعيل آلية الشراء الموحد الإفريقية (APPM)، لضبط الميزان التجاري القاري.

وأوضح أن الدواء المصري يتمتع بسمعة مرموقة عالميًا من حيث الجودة والمأمونية، حيث نجحت مصر مؤخرًا في دخول أسواق جديدة في إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، وتعمل حاليًا على توسيع شراكاتها مع عدد من الدول الآسيوية والأوروبية، ضمن استراتيجية وطنية لتعزيز الصادرات الدوائية، التي تصل حاليًا إلى أكثر من 150 دولة حول العالم.

وأشار إلى أن الصادرات الدوائية المصرية إلى القارة الإفريقية شهدت ارتفاعًا بنسبة 37.7% خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023، وهو ما يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا على جهود إصلاح الميزان التجاري الإفريقي، رغم أن الصادرات المصرية ما تزال أكثر توجهًا نحو آسيا وأوروبا مقارنة بالدول الإفريقية الشقيقة.

وفي ختام كلمته، أعلن أن هيئة الدواء المصرية ستوقع على هامش المؤتمر بروتوكول تعاون مشترك مع ثماني دول إفريقية شقيقة هي: غانا، نيجيريا، رواندا، السنغال، زيمبابوي، تنزانيا، جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى إحدى كبرى أسواق القارة، تمهيدًا للوصول إلى الاعتماد المتبادل للقرارات التنظيمية ومواءمة الإجراءات، وهو ما من شأنه دعم آلية الشراء الموحد الإفريقية (APPM)، مؤكدًا أن التكامل التنظيمي والصناعي المشترك هو السبيل لتحقيق نهضة دوائية شاملة وتمكين القارة الإفريقية من مواجهة تحدياتها الصحية، من خلال تحولات حقيقية في قدرات التصنيع المحلي وتوفير دواء آمن وفعال للمواطن الإفريقي.