
نظّمت الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل جلسة حوارية موسّعة ضمن فعاليات النسخة الرابعة من معرض ومؤتمر Africa Health ExCon 2025، بعنوان: «التغطية الصحية الشاملة المدعومة بالذكاء الاصطناعي: توسيع الشمول الرقمي لمقدمي الخدمات الصحية من خلال الشراكات الاستراتيجية» صباح اليوم الأربعاء بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات بالقاهرة، بحضور مجموعة من ممثلي القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى رواد قطاع الصحة والتكنولوجيا في مصر وأفريقيا
افتتحت الجلسة الدكتورة مي فريد، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، حيث أكدت في كلمتها أن التحول الرقمي لم يعد مجرد رفاهية، بل أصبح «ضرورة حتمية لضمان تقديم خدمات صحية أكثر سرعة وعدالة وشفافية»، مشددة على أهمية دمج جميع مقدمي الخدمات الصحية من القطاعين العام والخاص ضمن منظومة رقمية متطورة تشمل العيادات والصيدليات ومراكز الخدمات المختلفة.
واستعرض أسامة منير، رئيس الإدارة المركزية للتحول الرقمي ونظم المعلومات بالهيئة، تجربة الهيئة في بناء منظومة رقمية موحدة تشمل الملف الطبي الإلكتروني لكل مواطن، وأشار إلى أن المنظومة تُطبق حاليًا في خمس محافظات، ومن المتوقع انطلاقها في محافظة أسوان خلال أيام، مضيفًا: «نُقدِّم الخدمة لما يقارب خمسة ملايين وتسعمائة ألف مواطن حاليًا عبر حلول رقمية تُحسّن جودة الخدمة وسرعة الوصول إليها»
من جانبه، أوضح الدكتور أكرم رضا، المدير التنفيذي لـ e-health Egypt، أن دور شركته لا يقتصر على الجانب التكنولوجي، بل يمتد إلى الاستثمار في الكوادر البشرية لضمان تقديم خدمات صحية متكاملة وآمنة، ولفت إلى أن جزءًا كبيرًا من عملهم يركز على تقديم حلول رقمية للعيادات والصيدليات، بالإضافة إلى التعامل مع تحديات الأمان الإلكتروني.
وفي السياق ذاته، أشار توفيق قنديل، المدير العام لشركة كونيكتا المتخصصة في التكنولوجيا، إلى أن المرحلة السابقة ركّزت على بناء البنية المعلوماتية، أما المرحلة الحالية فهي مناسبة لتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة الخدمة، مضيفًا: «استطعنا من خلال فروعنا في أوروبا تقليل تكلفة تقديم الخدمة بنسبة 20% بفضل هذه التقنيات، ونتوقع نتائج مماثلة في مصر»
كما شارك عمار عقلان، الرئيس التنفيذي لمجموعة صيدليات العزبي، مشيرًا إلى التحول الكبير في دور الصيدليات من صرف الأدوية إلى تقديم خدمات صحية متكاملة، لكنه أكد وجود تحديات عدة، أبرزها نقص التدريب الإداري والرقمي للصيادلة، وضعف البنية التحتية، وعدم مواكبة التشريعات الحالية للتحولات التكنولوجية في مجال الرعاية الصحية.
أدارت الجلسة الدكتورة أميرة حجازي، مسؤولة الصحة العامة بمنظمة الصحة العالمية في مصر، وشارك في الجلسة عدد من القيادات التنفيذية وخبراء التكنولوجيا الصحية من القطاعين العام والخاص، الذين أكدوا في مداخلاتهم أهمية الشراكات الاستراتيجية لتعزيز الشمول الرقمي وتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
وفي ختام الجلسة، فُتح باب النقاش مع الحضور، وخرجت بعدة توصيات كان أبرزها:
– اعتبار البنية التحتية الرقمية أولوية قصوى لتقديم خدمات صحية متكاملة وعادلة.
– دمج مقدمي الخدمات الصحية في منظومة رقمية موحدة يسهل التعاقد معها ومتابعة أدائها.
– تعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمبتكرين في التكنولوجيا لتحقيق تحول رقمي فعّال.
– اعتبار التجربة المصرية نموذجًا إقليميًا واعدًا في التحول الرقمي بمجال الصحة.
تأتي هذه الجلسة في إطار التزام الدولة بتطوير قطاع الصحة، واستثمار أدوات التكنولوجيا الحديثة لضمان وصول خدمات التأمين الصحي الشامل لكافة المواطنين بكفاءة واستدامة.