استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أولريك شانون، سفير كندا لدى القاهرة، في مقر مشيخة الأزهر، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون العلمي والدعوي بين الجانبين.
وخلال اللقاء، أعرب الإمام الأكبر عن استعداد الأزهر الشريف لافتتاح مركز لتعليم اللغة العربية في كندا، وذلك لخدمة مسلمي كندا والجاليات العربية والإسلامية، ومساعدتهم على تعلم لغة القرآن الكريم، بالإضافة إلى استضافة الأئمة الكنديين في «أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ»، بهدف تطوير مهاراتهم الدعوية وتعزيز تحصيلهم العلمي لمواجهة الفكر المتطرف، وتمكينهم من توضيح المفاهيم الإسلامية الصحيحة فيما يخص قضايا التعايش، وحقوق المرأة، واندماج المسلمين بشكل إيجابي في المجتمعات الغربية، وغيرها من القضايا المعاصرة التي تهم المجتمعات.
وأكد الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف يحرص على توطيد علاقاته مع المراكز الإسلامية والمؤسسات الدينية حول العالم، في إطار رسالته العالمية لنشر السلام وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش والأخوة الإنسانية، مشددًا على انفتاح الأزهر على كافة المؤسسات الثقافية والدينية في العالم، وهو ما أثمر محليًا في تأسيس بيت العائلة المصرية، الذي يجمع الأزهر الشريف ومختلف الكنائس المصرية، وأسهم في القضاء على العديد من أشكال الفتن الطائفية وانتزاعها من جذورها.
وبيَّن «الطيب» أن الأزهر انطلق من السلام المحلي إلى تحقيق السلام العالمي، من خلال الانفتاح على كبرى المؤسسات الدينية والثقافية حول العالم، مثل مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، وكنيسة كانتربيري، وتُوِّجت هذه الجهود بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية مع البابا الراحل فرنسيس عام 2019.
من جانبه، أعرب السفير الكندي عن تقديره الكبير للإمام الأكبر، مشيدًا بدور الأزهر المحوري وفضيلة الإمام الأكبر في ترسيخ قيم السلام والتعايش، مؤكدًا أن الأزهر يتمتع بمكانة مرموقة واحترام واسع لدى مسلمي كندا، الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة.
ورحَّب «شانون» بمبادرة الأزهر لإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية في كندا، مؤكدًا أنها ستحظى باهتمام بالغ من أبناء الجالية الإسلامية هناك، لما يمثله الأزهر من مرجعية دينية كبرى ومصدر ثقة في العالم الإسلامي.