رئيس الوزراء: الموارد الدولارية تلبي احتياجات الدولة للشهر الرابع على التوالي – استقرار اقتصادي ملحوظ!

افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المؤتمر الصحفي الأسبوعي مساء اليوم بعد اجتماع مجلس الوزراء في العلمين الجديدة، حيث رحب بالصحفيين والإعلاميين الحاضرين، وهنأ الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديد، معربًا عن أمله في أن يعود هذا العام بالخير واليمن والبركات على الجميع.
وأشار مدبولي في حديثه إلى الأحداث العالمية المتسارعة مؤكدًا أن العالم بأسره، بما في ذلك الشعب المصري، يتابع هذه التطورات لحظة بلحظة، وأعرب عن أمله في الالتزام بوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية الإيرانية بعد 12 يومًا من الصراع، مشددًا على أن هذا الوقف يجب أن يكون بداية لوقف الصراع في المنطقة بأكملها.
وتابع رئيس الوزراء بقوله: أريد أن أكون واضحًا، وأذكر الشعب المصري بكل المواقف التي اتخذتها مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث كنا دائمًا ندعو لتغليب صوت العقل والحكمة لتجنب الانجرار إلى حرب إقليمية شاملة قد تؤثر سلبًا على جميع الدول، ولفت إلى أن الأحداث الأخيرة أثرت أيضًا على دولة قطر، حيث أدانت مصر الاعتداءات التي تعرضت لها، وكان الرئيس على تواصل مع أمير قطر لتأكيد حرص مصر على سلامة الأشقاء في دول الخليج.
وأضاف: نحن سعداء جدًا بوقف إطلاق النار، ونعبر عن حرصنا على استمراره، كما أكد على أن الدبلوماسية المصرية بذلت جهودًا كبيرة في هذا الشأن، مشيرًا إلى تقرير وزير الخارجية الذي قدمه لمجلس الوزراء حول الجهود التي قامت بها الوزارة وكل الجهات المعنية لتغليب صوت العقل ووقف إطلاق النار، وأكد أن مصر تعمل على جميع الجوانب المتعلقة بالأزمة، وليس فقط الجانب الإيراني الإسرائيلي، بل على مستوى المنطقة ككل، ونأمل أن تحمل الفترة القادمة أخبارًا جيدة.
واستعرض مدبولي تحركات الدولة المصرية منذ بداية الأزمة، موضحًا أنه تم عقد اجتماعات فورية مع جميع الأطراف المعنية، مثل محافظ البنك المركزي والوزراء، وتم تشكيل لجنة أزمة لمتابعة الموقف ومراجعة السلع الاستراتيجية.
وأشار إلى أنهم تابعوا الموقف مع اتحادات الغرف التجارية والصناعات، مؤكدًا أن الأولوية كانت لضمان استمرار حركة الاقتصاد المصري، وتوفير مستلزمات الإنتاج والمواد الخام، وهو ما تم الاتفاق عليه مع محافظ البنك المركزي، لضمان عدم توقف المصانع وتشغيلها بالطاقة القصوى، مما يضمن استقرار السوق المحلية.
وأكد مدبولي أنه رغم كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، تم وضع مجموعة من السيناريوهات لمسار الأزمة، بما فيها السيناريو الأسوأ، وأشار إلى أهمية الاستماع لآراء الخبراء، حيث تم عقد لقاءات مع اللجان الاستشارية للاقتصاد والشؤون السياسية، مؤكدًا على أهمية استمرار هذه الاجتماعات لاستشراف المستقبل بعد وقف إطلاق النار.
وأضاف: كنا نعمل على جميع السيناريوهات والقطاعات المختلفة بالتنسيق مع البنك المركزي، مع الحرص على استقرار الأسعار وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث تم عقد اجتماع مع هيئة الشراء الموحد وهيئة الدواء تحت إشراف الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، ووزير الصحة والسكان، وقد سارت الأمور كما خططت لها الدولة.
كما أشار إلى المتابعة المستمرة مع وزير البترول لدخول سفن التغييز ضمن الجدول الزمني المحدد لها، مؤكدًا أن إدخال السفينتين يهدف إلى تلبية احتياجات مصر كحل مؤقت حتى استعادة القدرة الإنتاجية الكاملة للغاز الطبيعي، موضحًا وجود رؤية شاملة للتعامل مع ملف إمدادات الغاز والكهرباء، مشددًا على ضرورة الاستمرار في خطة ترشيد الكهرباء دون اللجوء لتخفيف الأحمال.
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، أوضح مدبولي أن الوضع المالي للدولة يشهد تحسنًا ملحوظًا، مشيرًا إلى أن الموارد المحلية من العملة الصعبة في مايو كانت كافية لتغطية احتياجات الدولة، وأكد قدرة الدولة على تأمين هذه الاحتياجات بشكل مستقل، بعيدًا عن الاعتماد على الأموال الساخنة.
وأشار إلى تقرير دولي أظهر أن مصر حققت تقدمًا ملحوظًا في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث احتلت المركز التاسع عالميًا، مؤكدًا عزم الدولة على تعزيز مناخ الاستثمار من خلال تسريع إجراءات منح التراخيص وتقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين.
كما تحدث عن الاجتماع الذي عُقد مع رئيس الجمهورية ووزير المالية وسط المخاوف التي كان يشعر بها المواطنون، حيث تم استعراض التوجيهات والخطة الموضوعة، مع التأكيد على نتائج التسهيلات الضريبية التي أظهرت نتائج إيجابية دون الحاجة لزيادة الضرائب.
وأضاف مدبولي أن الإيرادات الضريبية زادت بنسبة 36% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة جاءت نتيجة لتيسير الإجراءات الضريبية، حيث انضم 53 ألف ممول جديد للمنظومة الضريبية، وزادت الطلبات لتسوية المنازعات الضريبية بشكل كبير.
وفي ختام حديثه، أشار مدبولي إلى نجاح مصر في إنتاج أجهزة السونار والرنين المغناطيسي لأول مرة بالتعاون مع شركة «جنرال إليكتريك»، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل بداية التصنيع المحلي، مما يسهم في زيادة المكون المحلي ويعزز توطين صناعة متقدمة لم تكن لمصر سابق خبرة فيها.