استكشاف تكامل الرعاية الصحية والتعليم في حلقة نقاشية ضمن فعاليات «Africa Health ExCon 2025»

في اليوم الثاني من النسخة الرابعة لمعرض ومؤتمر Africa Health ExCon 2025، نظمت الهيئة العامة للرعاية الصحية جلسة نقاشية موسعة تحت عنوان: «التكامل من أجل التميز: الجامعات، هيئة الرعاية الصحية، ومستقبل الرعاية الصحية المتكاملة»
تناولت الجلسة سبل تعزيز التكامل بين مؤسسات التعليم الطبي والبحثي من جهة، والهيئات الصحية الوطنية من جهة أخرى، بهدف بناء منظومة صحية متكاملة تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا، مع وضع جودة الخدمة الطبية والبحث العلمي في صميم أولوياتها.
وشهدت الجلسة مشاركة عدد من قيادات التعليم الطبي والرعاية الصحية من داخل مصر وخارجها، حيث أدارتها الدكتورة هبة عويضة، مدير الإدارة العامة للبحوث والتطوير بالهيئة، وشارك فيها كل من الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، والدكتور محمد ضياء، رئيس جامعة عين شمس، والدكتور محمد الشناوي، رئيس جامعة الجلالة، والدكتور علاء عشماوي، رئيس جامعة دراية، والدكتورة جيهان فكري، رئيس جامعة سيناء، بالإضافة إلى البروفيسور فينس، رئيس جامعة UH، والبروفيسور محمد السماني، رئيس الكلية السودانية الكندية.
حلقة نقاشية حول تكامل الرعاية الصحية والتعليم في Africa Health ExCon 2025.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت الدكتورة هبة عويضة أن صحة المواطن المصري تمثل أولوية قصوى وجزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي، مشيرة إلى أن هذه الرؤية ليست مجرد شعار بل نهج استراتيجي تعمل عليه الدولة بشكل متكامل ومستدام، واستدلت في حديثها على التاريخ العريق لمصر في الريادة الطبية، حيث شهد عام 872 ميلاديًا تأسيس مستشفى أحمد بن طولون، كأول نموذج متكامل للرعاية المجانية، مؤكدة أن هذا الإرث يلهمنا اليوم لبناء نموذج حديث قائم على التعاون بين التعليم والصحة.
وأضافت أن هذه الجلسة تمثل دعوة مفتوحة لاستشراف المستقبل عبر تساؤلات جوهرية، منها: كيف نصقل كوادرنا الطبية؟ وكيف نضمن أن مخرجات التعليم تلبي احتياجات المنظومة الصحية؟ وكيف نحول الشراكات بين الجامعات وهيئات الرعاية إلى نموذج عالمي للتميز؟
وفي مداخلته، أكد الدكتور أحمد السبكي أن نقص الكوادر الطبية يمثل أكبر التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية على مستوى العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وأن مصر ليست بمنأى عن هذا التحدي، لا سيما مع ارتفاع معدلات النمو السكاني، لكنه أشار إلى أن مصر تمتلك بنية تحتية تعليمية قوية وعددًا متزايدًا من الجامعات الطبية، مما يجعلها من أكبر الدول في العالم في مجال تخريج وتدريب الكوادر الطبية.
وأوضح السبكي أن أعداد خريجي كليات الطب تضاعفت خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت من 9 إلى 25 ألف خريج سنويًا، ما يدعم استدامة منظومة التأمين الصحي الشامل التي تتبناها الدولة، وأكد أن الهيئة وقعت بروتوكولات تعاون مع عدد من الجامعات، ليس فقط لتدريب الأطباء، بل أيضًا للاستفادة من خبرات الأساتذة الجامعيين في دعم تقديم الخدمة، وتدريب الكوادر داخل مستشفيات الهيئة على رأس العمل.
وأشار إلى أن الدولة استثمرت في البنية التحتية الصحية بشكل ضخم، وأن ضمان نجاح هذا الاستثمار يتطلب توفير كوادر بشرية مدربة على أعلى مستوى، وهو ما تسعى إليه الهيئة من خلال هذا التعاون الوثيق مع الجامعات المصرية، كما لفت إلى أن الكوادر الطبية المصرية تمثل واجهة مشرفة للدولة في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يثبت أن لدى مصر ثروة بشرية يمكنها قيادة منظومة صحية بمواصفات عالمية، إذا ما تم استبقاؤها واستثمار خبراتها داخل البلاد.
واتفق المشاركون في الجلسة على أن مواجهة التحديات الراهنة، وعلى رأسها نقص الكفاءات، تتطلب نمطًا جديدًا من الشراكة المؤسسية، يجمع بين التعليم والخدمة، بين البحث والممارسة، وبين التكوين العلمي والعمل الميداني.
كما عكست الجلسة، في مضمونها وأهدافها، شعار المؤتمر:
«مرتبطون بالطبيعة.. مدفوعون بالابتكار.. ومُلهَمون بالرعاية الصحية»، مؤكدة أن التكامل بين الجامعات وهيئات الرعاية الصحية هو حجر الأساس لأي منظومة صحية قادرة على التطور والاستدامة.