سيدات مخيمات السفاري في الغردقة: مهارات بدوية تقليدية تسحر السياح بخبز ‘الرقاق’ في قلب الصحراء

سيدات مخيمات السفاري في الغردقة: مهارات بدوية تقليدية تسحر السياح بخبز ‘الرقاق’ في قلب الصحراء

في قلب أجواء صحراء الغردقة الهادئة، حيث تتناغم نغمات الترحيب التقليدية في مخيمات رحلات السفاري غرب المدينة، تأسر سيدات البادية من القبائل البدوية السائحين من مختلف الجنسيات بمشهد حي يعكس واحدة من أقدم العادات البدوية، حيث يقمن بإعداد الخبز البدوي الشهير والرقاق الطازج على صاج النار، في تجربة تجمع بين الأصالة والمتعة وتجذب إعجاب الزوار.

تُعتبر فقرة «الخبز البدوي» واحدة من أبرز ملامح رحلات السفاري الصحراوية بالغردقة، حيث يتحلّق السائحون حول موقد النار البدوي لمتابعة خطوات إعداد وتجهيز العجين وفرده بعناية، ثم خبزه على النار المباشرة باستخدام أدوات تقليدية، وسط شرح مبسط باللغات الأجنبية عن العادات والمكونات من جانب مرشد رحلات السفاري.

داخل أحد المخيمات الصحراوية وسط الجبال وبين كثبان الرمال جنوب الغردقة، تتوافد وفود السائحين من جنسيات متعددة، ليس فقط للاستمتاع برحلة سفاري تقليدية، بل لمشاهدة طقس فريد يحمل عبق التراث البدوي الأصيل، وهو «تجهيز الخبز البدوي على الصاج»، الذي أصبح فقرة رئيسية تجذب أنظار واهتمام الزائرين.

تبدأ السيدة البدوية بعجن الدقيق والماء والملح في وعاء فخاري تقليدي، بينما تتجمع حولها حلقة من المتابعين الذين يلتقطون الصور والفيديوهات بانبهار، ثم تقوم بفرد العجين بطريقة يدوية دقيقة، قبل أن تضعه فوق صاج معدني ساخن مثبت على موقد حجري يشعله الحطب، لتخرج أرغفة الخبز الرفيع المعروف بـ«الرقاق البدوي» ساخنة وطازجة تفوح منها رائحة الدقيق والنار.

تقول «أم سالمة»، إحدى أشهر صانعات الخبز في مخيمات الغردقة: «أنا اتعلمت ده من أمي وجدتي.. كل حاجة هنا طبيعية، لا كهرباء ولا أدوات حديثة، بس الناس كلها بتحب ده.. بيحسوا إنهم رجعوا 100 سنة ورا وشافوا مصر البدوية الحقيقية».

وتؤكد إحدى السيدات القائمات على إعداد الخبز أنهن ورثن هذه المهارة عن أمهاتهن وجداتهن، وأن إقبال السائحين على تذوق الخبز الطازج يشجعهن على الحفاظ على هذا التراث وتقديمه يوميًا كجزء من هوية المنطقة، حيث يتم التجهيز لإعداد هذا الخبز منذ الصباح وحتى استقبال رحلات السفاري، ويحرص السائحون على تذوق الخبز البدوي فور خروجه من على الصاج، وغالبًا ما يُقدّم مع العسل الأسود أو الزيت والزيتون، وسط أجواء من الدهشة والإعجاب.

وأكدت السائحة الإيطالية «كلارا»: «لم أكن أصدق أنني سأرى بعيني كيف يُصنع الخبز في الصحراء، ولم أكن أتخيل أنه سيكون بهذه المتعة. التجربة أصيلة ومليئة بالمشاعر، سأحكي عنها لأصدقائي في روما».

ويضيف «هانز»، سائح هولندي جاء مع أسرته: «الأطفال مبهورون بمشهد سيدات الخبز لأنهم لأول مرة يشاهدون ذلك. الخبز لذيذ جدًا، والأجواء ساحرة. لم نرَ مثل هذا في أي بلد زرناه من قبل».

السائحة الألمانية «آنّا» تقول إن مشاهدة إعداد الخبز وتذوقه فور خروجه من النار كانت من أمتع لحظات الرحلة، مضيفة: «إنها تجربة حقيقية لا تُنسى وتشعرك بأنك تعيش داخل فيلم عن الحياة البدوية بصحراء الغردقة، وفي نهاية الزيارة، يطلب السائحون الاحتفاظ ببعض الأرغفة كتذكار، فيما تُلتقط الصور التذكارية بجوار سيدات البادية، في لحظة إنسانية تختلط فيها البساطة بالأصالة، وتبقى محفورة في ذاكرة الزائرين من السائحين الأجانب.

أكد صابر عودة، أقدم منظمي رحلات سياحة السفاري الجبلية بالغردقة، أن رحلات سياحة مخيمات السفاري بالغردقة تستهدف إحياء الثقافة البدوية أمام الزائرين من السائحين الأجانب، حيث تُقدَّم بجانب الخبز أصناف بدوية أخرى مثل الشاي الصحراوي ووجبات مشوية على الفحم وركوب الجمال.

يأتي ذلك في إطار توجه متصاعد لدى منظمي رحلات السفاري لدمج الثقافة المحلية في البرنامج السياحي، ما يسهم في زيادة معدلات الرضا السياحي، وتقديم صورة أصيلة عن سكان القبائل في الصحراء وحياتهم اليومية البدوية، وان شركات تنظيم رحلات السفاري أصبحت لديها هذه الفقرة التراثية من أهم نقاط القوة في برامجهم، نظرًا لما تلقاه من تفاعل إيجابي وإعجاب واسع من الزائرين، مما ساهم في تعزيز جاذبية سياحة رحلات السفاري والطلب المتزايد عليها.