«دموع الفراق تُعزّز تفوق إسراء: السوشيال ميديا تكرّم ضحية المنوفية»

«دموع الفراق تُعزّز تفوق إسراء: السوشيال ميديا تكرّم ضحية المنوفية»

صباح يوم الجمعة في قرية كفر السنابسة بالمنوفية كان يوماً غير عادي، حيث كانت الأمهات تستعد كالمعتاد لإرسال بناتهن إلى العمل في مصانع مدينة السادات، وكانت الفتيات يجهزن أنفسهن مبكراً، يحلمن بعودة مكللة ببضعة جنيهات تساهم في دعم أسرهن.

لكن القدر كان أسرع من تلك الأحلام، ففي طريقهن للعمل، اصطدمت شاحنة «تريلا» مسرعة بسيارة ميكروباص كانت تقل 18 فتاة، مما أدى إلى وفاة الجميع بما في ذلك السائق، في واحدة من أقسى الحوادث التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة.

وفي لحظة واحدة، تحولت خريطة الأحلام إلى قائمة جنازات.

حادث طريق المنوفية.

ومن بين هؤلاء الفتيات كانت «إسراء»… الطالبة المجتهدة التي أنهت الشهادة الإعدادية بدرجات قريبة من الكمال: 269.5 من 280، لكن النتيجة التي كانت تحلم بسماعها من مدرستها، خرجت وهي تحت التراب.

اسم «إسراء» تصدر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول نتيجتها التي أظهرت تفوقها الكبير، وانهالت التعليقات الحزينة والدعوات على منشورات تحمل صورتها ودرجاتها.

كتب أحدهم: «ما شاء الله… درجاتها تشهد بتفوقها وكفاحها، لكنها رحلت قبل أن تفرح بتعبها».

وكتب آخر: «كانت تستحق أن تفرح وتعيش، وليس أن تُدفن قبل أن ترى النتيجة»، بينما علق ثالث: «نجحت في حياتها، ونجحت في مماتها… إسراء نموذج لبنات مصر اللاتي يكافحن بصمت»، وتحولت نتيجتها إلى رمز للظلم الذي تعيشه فتيات كثيرات مثلها، ممن يعملن في سن صغيرة ويُحرمن من حقهن في الأمان والفرح، وقد أعاد البعض نشر شهادتها مرفقة بعبارات «درجات ممتازة ومشرفة، نصيبك يا بنتي تفرحي عند رسول الله صلي الله عليه وسلم بإذن الله»، وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية للطالبة المتوفية.

مأساة على الطريق

حادث الطريق الإقليمي لم يُودِ بحياة إسراء فقط، بل حصد أرواح 18 فتاة أخرى، جميعهن عاملات باليومية تتراوح أعمارهن بين 14 و22 عاماً، بالإضافة إلى السائق.