حادث المنوفية: قصة كفاح شهيدات كفر السنابسة – شهادتي عن ‘وجوه القمر’ في ليلة الحادث

حادث المنوفية: قصة كفاح شهيدات كفر السنابسة – شهادتي عن ‘وجوه القمر’ في ليلة الحادث

لم أشهد مثلهن في جمال الروح والقلب، والعطاء والصبر، وحرصهن على مساعدة عائلاتهن، سعياً وراء لقمة العيش، ومحاولة لتغطية جزء من نفقات الحياة، بهذه الكلمات عبرت أمال عبدالهادي سلام، بائعة الخضار بمدينة منوف، المعروفة بـ«أم إبراهيم» عن مشاعرها.

أم إبراهيم، التي أنقذتها العناية الإلهية قبل أن تشارك الفتيات الـ19، اللاتي فقدن حياتهن في حادث مؤلم على الطريق الإقليمي، كانت قد منعتها الأقدار من الذهاب إلى مزرعة العنب يوم الجمعة الماضية، حيث كان من المفترض أن تبيع بضاعة بسيطة من الخضار والفاكهة لتسد احتياجاتها وتغطي قرضاً حصل عليه زوجها قبل وفاته، وكانت ضامنة له، حسب قولها.

آمال، التي تفرش الأرض في مدينة منوف لبيع الخضروات، تتوجه يومياً إلى مزارع العنب منذ الفجر حتى العصر، ثم تعود لتبيع منتجاتها حتى المساء، وتستريح قليلاً قبل أن تكمل رحلتها في «الميكروباص» الذي ينقل العاملات إلى المزارع ومن ثم يعود بهن.

تقول آمال: التقيت الفتيات، اللواتي أطلق عليهن اسم «وجوه القمر»، يوم الخميس، ليلة وقوع الحادث، وكان الضحك يملأ وجوههن، وقد كان هناك اتفاق على العمل معاً في اليوم التالي، لكنها لم تكن تعلم أنه سيكون اللقاء الأخير مع شهيدات كفر السنابسة التابعة لمركز ومدينة منوف بمحافظة المنوفية، وتضيف: أدعو وزارة التضامن الاجتماعي إلى النظر إلينا بعين الرأفة، وجدولة الديون، وإنقاذ حياتنا من المخاطر سواء على الطرق أو بسبب العمل المتواصل ليلاً ونهاراً.