تعاون وزارة الخارجية ووزارة الثقافة لترميم الكنوز الوثائقية لمصر: وثائق ومخطوطات وكتب نادرة في قلب المشروع

استقبل الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأحد، الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، في لقاء هدفه بحث سبل التعاون بين الوزارتين في ترميم وحفظ الوثائق والمخطوطات والكتب النادرة التي تحتفظ بها وزارة الخارجية، تمهيدًا لإقامة معرض دائم في مقر الوزارة يضم مجموعة من هذه الكنوز الوثائقية، مثل الأطالس والكتب النادرة والوثائق التاريخية.
بدأ الاجتماع بعرض قدّمه السفير ناجي غابة، مدير إدارة الحفظ والتوثيق بوزارة الخارجية، حيث تناول فيه أوجه التعاون القائم مع الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، وقد تم مؤخرًا ترميم نسخة نادرة من مجلد «مصر»، الذي يُعتبر من أوائل الكتب المصورة التي وثّقت بالصور الفوتوغرافية معالم مصر وجغرافيتها وتراثها وملامحها الاجتماعية في عهد الملك فؤاد، والذي أُنجز على غرار موسوعة «وصف مصر».
كما شهد اللقاء تسلُّم دار الكتب والوثائق القومية المرحلة الأولى من الوثائق، والتي تتضمن مجموعة من المعاهدات الدولية التي تعود للقرنين التاسع عشر والعشرين، بالإضافة إلى نسخة نادرة من «أطلس القطر المصري».
وأشاد وزير الخارجية بالتعاون القائم مع وزارة الثقافة، مؤكدًا أن دعم البُعد الثقافي في العمل الدبلوماسي يُعتبر ركيزة أساسية في السياسة الخارجية المصرية، ووسيلة فعّالة لبناء الجسور الحضارية بين مصر والعالم، كما ثمّن الوزير الدور الحيوي الذي تضطلع به دار الكتب والوثائق القومية في حفظ تراث وتاريخ مصر، بوصفها الذاكرة المؤسسية للدولة منذ عام 1870م.
وأكد الوزير عبدالعاطي على تطلع الوزارة لتعزيز التعاون في ترميم المعاهدات الدولية والكتب والمراجع والخرائط ذات القيمة التاريخية، بالإضافة إلى دعم المشروعات المتعلقة برقمنة الوثائق وتيسير الوصول إليها.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، أهمية هذه الوثائق كونها تؤرخ لحقب مهمة من تاريخ الدولة المصرية، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون لعقد ندوات وفعاليات ثقافية وطباعة إصدارات تضم هذه المعاهدات لتعريف الأجيال الجديدة بها، وربطها بجذورها.
كما أشار وزير الثقافة إلى أهمية تكثيف الأنشطة الثقافية المصرية بالخارج، والترويج لها عبر السفارات والقنصليات المصرية، بما يعكس قوة مصر الناعمة ويُبرز خصوصية حضارتها الفريدة على الساحة الدولية.
بدوره، أوضح الدكتور أسامة طلعت، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، أن الوثائق المستلمة ستخضع لعمليات ترميم دقيقة عبر المعامل المتطورة بالهيئة، وتشمل مراحل متخصصة لإزالة الرواسب والأضرار الناتجة عن الزمن، وتعقيمها بما يضمن الحفاظ عليها وفقًا لأحدث المعايير العلمية والفنية.