نواب وقساوسة من الإسكندرية: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من مخطط «اللاعودة»

نواب وقساوسة من الإسكندرية: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من مخطط «اللاعودة»

أعرب قساوسة ونشطاء وسياسيون عن رأيهم في أن ثورة 30 يونيو 2013، التي تحل ذكراها السنوية غدًا الاثنين، لم تكن مجرد لحظات من الغضب أو الثورة بالمعنى التقليدي، بل كانت تعبيرًا عن إرادة شعب حر أراد تغيير أوضاع كانت ستقود مصر إلى مصير محتم، واستطاع الشعب أن يحمي بلاده من مخطط لا عودة فيه تحت حكم جماعة لا تفهم السياسة.

وأشار القمص رويس مرقص، راعي كنيسة السيدة العذراء والشهيد العظيم مارجرجس بغبريال في الإسكندرية، والوكيل البابوي السابق، إلى أن ثورة 30 يونيو كانت لحظة حاسمة في تاريخ مصر، حيث أثبتت أن هذا الشعب الثائر قادر على فعل كل شيء من أجل حماية وطنه، وعندما تحركت إرادة الشعب بقوة لإزاحة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، نجح في ذلك.

ثورة 30 يونيو – صورة أرشيفية.

وأضاف القمص رويس، في حديثه لـ «إقرأ نيوز»، أن الجماعة التي كانت تحكم البلاد لم تكن لديها أي دراية بالسياسة، ولولا ثورة الشعب المصري المخلص لوطنه، والتي دعمها الجيش الوطني، لكان من الصعب أن تستمر مصر بعد أن حاول نظام حكم الإخوان تحويل البلاد إلى ولاية تابعة لتنظيم دولي لا يعرف معنى الوطن، بل يركز فقط على العصابات والميليشيات.

من جانبه، قال جوزيف ملاك، عضو لجنة الدفاع عن الكنيسة القبطية في الإسكندرية وعضو هيئة مكتب حزب الجبهة، إن ما يثير الانتباه هو أن الجماعة لم تكن تهدف يومًا لبناء دولة، بل كان هدفهم الأول تفكيك الدولة الوطنية لصالح مصالح ضيقة وتنظيمات مشبوهة، مما أثار غضب المصريين الذين هبوا من ثباتهم عندما شعروا بالخطر على الوطن.

وأضاف ملاك، لـ «إقرأ نيوز»، أن الثورة كانت تجسيدًا لإرادة مصرية حرة، حيث أدرك الشعب بسرعة خطورة المخطط الإخواني ضد الوطن، وخرج الملايين إلى الميادين والشوارع في مشهد غير مسبوق لاستعادة وطنهم بإرادتهم الحرة.

وأشار إلى أن هذه الثورة تجسد إرادة شعب حر قرر أن يصنع مستقبله بيده، وأن يتصدى لكل من يحاول العبث بأمنه واستقراره.

ثورة 30 يونيو – صورة أرشيفية.

وعبر المهندس علي الدسوقي، عضو مجلس النواب عن دائرة الرمل في الإسكندرية وعضو اللجنة الاقتصادية في المجلس، عن أن 30 يونيو لم تكن مجرد ثورة وغضب شعبي، بل كانت استشعارًا بالخطر الداهم الذي كان يستهدف الوطن، حيث كان الجميع ينتظر سقوطه، لكن القوات المسلحة المصرية والشرطة حمت الثورة ودعمت مطالب الشعب، مما أدى إلى نجاحها.

وأضاف الدسوقي، في حديثه لـ «إقرأ نيوز»، أن ثورة 30 يونيو شهدت مشاركة شاملة من جميع فئات المجتمع، من رجال ونساء وشباب وشيوخ، مسلمين ومسيحيين، ووقفت إلى جانبها مؤسسات وطنية كبرى، مثل الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، في مشهد تاريخي يعبر عن وحدة المصريين وحرصهم على إنقاذ وطنهم واستعادة مساره الصحيح.

وأكد أن الثورة كانت نموذجًا للوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في مصر، حيث اجتمع المصريون في جميع الميادين والشوارع بمختلف توجهاتهم خلف هدف واحد، هو استعادة مصر من أيدي من أرادوا بها الشر.

وقال الدكتور أحمد وهبان، عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية في جامعة الإسكندرية، إن مصر بعد 30 يونيو خاضت معركة شرسة ضد الإرهاب، وكانت بمثابة ثورة جديدة أكبر من الثورة التي قامت ضد جماعة وميليشيات، وتمكنت من دحر الجماعات المسلحة التي حاولت نشر الفوضى.

ثورة 30 يونيو – صورة أرشيفية.

وأضاف وهبان، لـ «إقرأ نيوز»، أن الثورة لم تقتصر على مواجهة الإخوان، بل كانت بداية لمشروع وطني حقيقي لإعادة بناء الدولة، وهو ما نراه اليوم في مشروعات التنمية وتحديث البنية التحتية وتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية، وإعادة مكانة مصر الإقليمية والدولية بفضل قيادة سياسية واعية تفهم معنى الوطن.

وأشار كريم كمال، رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، إلى أن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد غضب شعبي لإسقاط حكم جماعة الإخوان، بل كانت بداية مرحلة جديدة لولادة الجمهورية واستعادة الهوية الوطنية التي حاول البعض طمسها.

وأضاف كمال: «سيبقى الشعب المصري الدرع الحقيقي في مواجهة أي تهديد، وسيظل الجيش رمزًا للشرف والكرامة الوطنية في كل العصور لبناء دولة قوية ذات استراتيجية واضحة في المنطقة».

ووجه الدكتور محمد حسين الحمامي، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزه في الإسكندرية، تحية تقدير لشعب مصر وجيشه وشرطته الذين حموا إرادة الشعب وصانوا مقدرات الوطن، وحافظوا على مكتسبات ثورة شعب غضب من أجل وطنه الذي استشعر خطر الانهيار.

ثورة 30 يونيو – صورة أرشيفية.

وأوضح الحمامي، في حديثه لـ «إقرأ نيوز»، أن ثورة 30 يونيو كانت لحظة فارقة في تاريخ مصر الحديث، حيث هب ملايين المصريين في الميادين والشوارع، مؤكدين أن هويتهم الوطنية غير قابلة للتفريط، ونجحوا في إيصال رسالة للعالم بأن مصر ليست للبيع، ولن تكون إلا للمصريين، وليس للميليشيات والجماعات الإرهابية.

وشدد على أن الثورة كانت إرادة شعبية خالصة نجحت في القضاء على المخططات الظلامية والتطرف، وأعادت لمصر وجهها المشرق كدولة قوية ذات سيادة في المنطقة العربية، تقود الشرق الأوسط.