وزير السياحة والآثار: تعزيز المواقع الأثرية يحتاج إلى تعاون الجميع لمواجهة التحديات

وزير السياحة والآثار: تعزيز المواقع الأثرية يحتاج إلى تعاون الجميع لمواجهة التحديات

شارك شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، في الفعالية التي أُقيمت اليوم بالقاعة الذهبية بمتحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل، وذلك بمناسبة ختام مشروع «منتدى جامعات التراث – القاهرة التاريخية: دراسة حالة» وإطلاق الوثيقة النهائية الخاصة به، حيث يأتي هذا في إطار التعاون بين الوزارة، الممثلة في المجلس الأعلى للآثار، والمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، لوضع آليات عملية لتنفيذ توصيات المشروع بهدف الحفاظ على القاهرة التاريخية وتنميتها.

كما حضر الوزير المائدة المستديرة التي أُقيمت خلال الفعالية بمشاركة عدد من الخبراء والشباب، حيث تم مناقشة مخرجات المشروع واستعراض آليات تنفيذها.

أُطلق المشروع في مارس 2024 بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار والمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، بمشاركة عدد من الجامعات المصرية ومحافظة القاهرة، بهدف إنشاء منصة تعاون تجمع الخبراء والباحثين وطلاب الدراسات العليا، للمساهمة في إعداد خطة إدارة وحفظ لموقع القاهرة التاريخية، الذي تم تسجيله على قائمة التراث العالمي منذ عام 1979، وذلك بما يضمن الحفاظ على قيمته العالمية الاستثنائية ومواجهة التحديات الراهنة.

ساهم المشروع في تعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات المحلية والجهات الحكومية من خلال تنفيذ أبحاث ميدانية، وورش عمل، وندوات تقنية، أسفرت عن إعداد تقرير ختامي يتضمن مجموعة من التوصيات والإجراءات المبتكرة للحفاظ على الموقع.

وفي كلمته خلال الفعالية، أعرب شريف فتحي عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية التي تمثل منصة حوار حقيقية تجمع بين الأكاديميين الشباب وممثلي الوزارة واليونسكو والمجتمع المدني، مؤكدًا أن الحفاظ على التراث ليس بالأمر الصعب، ولكن تطويره يُعد تحديًا كبيرًا يتطلب توافقًا بين جميع الأطراف ورفع الوعي المجتمعي بأهمية المواقع الأثرية والتراثية ودورها.

أكد الوزير أن المشروع يُعد نموذجًا ناجحًا يمكن تطبيق توصياته ضمن المشروعات الجارية أو من خلال إنشاء مشروعات مستقلة، مشددًا على أهمية التعاون بين جميع الجهات لضمان تنفيذ ما تم التوصل إليه من مخرجات، وتطوير آليات التنفيذ والمتابعة، وأوصى بضرورة عقد لقاء ثاني لتحديد أولويات واضحة وإطلاق مشروعات تجريبية تسهم في دعم الصناعات الإبداعية وتعزيز السياحة الثقافية المستدامة.

وأشار «فتحي» إلى أن الوزارة تعمل حاليًا على التوسع في توظيف المعرفة والمعلومات المتعلقة بالمواقع التراثية، مع التركيز على رفع كفاءة الكوادر البشرية، وذلك من خلال إطلاق منصة إلكترونية للتدريب والتعليم المتخصص للعاملين داخل الوزارة وخارجها في مجالات الآثار والتراث، داعيًا جميع المهتمين من الخبراء والمختصين للمشاركة في المنصة ومشاركة أفكارهم ومقترحاتهم.

من جانبه، استعرض الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، جهود المحافظة في الحفاظ على القاهرة التاريخية والقاهرة الخديوية ومنطقة وسط البلد، مشددًا على أهمية استعادة مكانة القاهرة التاريخية كعاصمة للثقافة والفنون.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن وثيقة عمل المشروع تمثل ثمرة جهد متواصل على مدار عام ونصف، أفضت إلى عدد من التوصيات والمبادرات التي سيتم العمل على تنفيذها، معربًا عن تقديره لكافة الشركاء والجهات المشاركة، ومتطلعًا إلى استمرار التعاون لتطوير القاهرة التاريخية والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

كما دعا مكتب اليونسكو في القاهرة إلى مواصلة التعاون البنّاء ليس فقط في مشروعات القاهرة التاريخية، بل أيضًا في مختلف المواقع الأثرية والتراثية بمصر.

من جانبها، استعرضت الدكتورة نوريا سانز، مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة والسودان، من خلال عرض تقديمي، محاور المشروع بصفة عامة وفرق العمل به وأبرز ما تحقق من إنجازات ضمن المشروع خلال الفترة الماضية، متناولة المخرجات الرئيسية التي تم التوصل إليها، مؤكدة أن هذه النتائج تمثل قاعدة معرفية متكاملة لدعم استراتيجيات الحفاظ والتنمية المستدامة للقاهرة التاريخية.

كما أعربت عن بالغ امتنانها لما لمسته من دعم وتعاون وثيق بين وزارة السياحة والآثار ومكتب اليونسكو بالقاهرة وكافة الجهات المعنية، مشيدة بالعلاقة المتميزة التي تجمعهم، ومؤكدة حرص اليونسكو على استمرار هذا التعاون والعمل بروح الفريق الواحد، بما يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع.

فيما أفاد الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن المشروع قسم القاهرة التاريخية إلى سبعة مناطق عمل موضوعية شملت مناطق كل من شرق القاهرة، وقلعة صلاح الدين الأيوبي، والإمام الشافعي، والدرب الأحمر، والفسطاط، والجمالية، والأزهر، وتناولت محاور كفاءة الطاقة، الزراعة الحضرية، الصناعات الإبداعية، إعادة الاستخدام التكيفي، توثيق التراث، التخفيف من مخاطر التغير المناخي، والمشاركة الاجتماعية.

وتضمن المشروع مجموعة من التوصيات النوعية، من بينها: إعداد مقترحات لاستخدام الطاقة النظيفة بمنطقة قلعة صلاح الدين، وتصميم المساحات الخضراء والزراعة الحضرية بمنطقة الفسطاط، ودعم الصناعات الإبداعية واقتصاد التراث غير المادي بمنطقة الجمالية، واستثمار المباني الأثرية بمنطقة الدرب الأحمر، والتوثيق العمراني لجبانة المماليك (شرق القاهرة)، والتكيف مع تغير المناخ بمنطقة الإمام الشافعي، وتعزيز التراث الحي والمشاركة المجتمعية في منطقتي الأزهر والغوري، بالإضافة إلى تطوير مؤشرات فعالة لقياس أثر الثقافة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في السياق العمراني للقاهرة التاريخية.