الوكالة الإيطالية تختتم برنامج التعليم المتعدد لدعم فرص العمل في المناطق المتأثرة بالهجرة

الوكالة الإيطالية تختتم برنامج التعليم المتعدد لدعم فرص العمل في المناطق المتأثرة بالهجرة

نظمت الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية بالقاهرة فعالية رحلة EU-MEPEP، والتي كانت بمثابة الحفل الختامي لبرنامج التعليم المتعدد لتعزيز العمالة في المناطق المتضررة من الهجرة (EU-MEPEP)، حيث شكل هذا الحدث منصة للاحتفال بالإنجازات التي تحققت وتجديد الالتزام بتعزيز التعليم الفني والتدريب المهني الشامل والمستدام في مصر.

تم تنفيذ برنامج EU-MEPEP بالتعاون بين الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية بالقاهرة والحكومة المصرية، ممثلة في وزارة الصناعة ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، ليصبح أحد أبرز البرامج التي ساهمت في تطوير قطاع التعليم الفني والتدريب المهني في مصر، حيث أسهم البرنامج بشكل ملموس في التمكين الاجتماعي والاقتصادي للشباب، خصوصًا في المناطق المتضررة من الهجرة.

على مدى أكثر من أربع سنوات من التنفيذ، حقق البرنامج تأثيرًا ملموسًا ودائمًا من خلال:

  • إعادة تأهيل وتجديد ثلاثة مبانٍ في مركز التدريب المهني بالعاشر من رمضانوالتابع لمصلحة الكفاية الإنتاجية
  • إنشاء مبنى رابع – سيرينا (SERENA)، والذي يُعد أول مبنى تعليمي عام/حكومي مستدام وصديق للبيئة في المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان
  • إدخال معدات حديثة، وطرق تدريس متطورة، وخدمات التوظيف التي مكّنت آلاف الطلاب والمدربين من بناء مستقبلهم المهني

شهدت الفعالية أكثر من 100 مشارك من ممثلي المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، واستمع الحضور إلى كلمات افتتاحية ألقاها عدد من الشخصيات البارزة، منهم المستشارة آن كوفود، رئيسة قسم الحوكمة والإدماج الاجتماعي والهجرة، بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، والدكتور تيبيريو كياري، مدير مكتب الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية بالقاهرة، واللواء إيهاب عبدالله، رئيس مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني، والدكتور عمرو بوصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية بوزارة التربية والتعليم، والدكتورة جهاد عامر، مدير العلاقات الحكومية ورئيس المكتب الفني لرئيس اتحاد الصناعات المصرية، والدكتور محمد حسن خليل، المنسق الوطني لمشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى- وزارة البيئة/ البنك الدولي.

تضمن الحفل عرضًا سريعًا عن أهم إنجازات البرنامج قدمه الدكتور نيكولا توتشي، المنسق الفني الدولي لبرنامج التعليم المتعدد لتعزيز العمالة بالمناطق المتضررة من الهجرة EU-MEPEP، كما تم العرض الأول للفيلم الوثائقي الخاص بالبرنامج، وشهادات مؤثرة من المستفيدين عن قصص نجاحهم، وورشة عمل تفاعلية فنية حول مكونات البرنامج الثلاثة.

نحو المستقبل: الإعلان عن شراكات استراتيجية جديدة

شهد الحدث الكشف عن شراكتين واعدتين تستندان إلى إرث البرنامج، وتؤسسان لمزيد من الاستدامة والنمو المستقبلي:

  1. تفعيل اتفاقية التعاون بين الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية واتحاد الصناعات المصرية، الموقعة في 12 فبراير 2025، حيث سيعمل الاتحاد على تشجيع المصانع في منطقة العاشر من رمضان على تقديم فرص تدريب لمستفيدي البرنامج
  2. اتفاقية استراتيجية قادمة تدعمها برنامج EU-MEPEP بين مصلحة الكفاية الإنتاجية ومشروع الإدارة المتكاملة لتلوث الهواء وتغير المناخ بالقاهرة الكبرى (GCCC)، الممول من البنك الدولي، وتُعد هذه الشراكة إحدى الركائز الأساسية في تطوير منشأة إدارة النفايات المتكاملة بمدينة العاشر من رمضان (على مساحة 1228 فداناً)، وهي الأكبر من نوعها في شمال إفريقيا، ومن المتوقع أن تُوفر هذه الشراكة أكثر من 600 فرصة عمل خضراء للشباب والفئات المستضعفة بدءاً من عام 2026، مما سيدعم النموذج التشغيلي المستدام لمركز التدريب المهني بالمدينة ويساهم في التحول الأخضر في مصر

في الوقت الذي تواصل فيه مصر الاستثمار في التعليم الفني وفرص العمل الخضراء، تبرز «رحلة EU-MEPEP» كاحتفال بالنجاح، ومنصة للانطلاق نحو فصل جديد من التعاون، قائم على الشراكة، والدمج، والأثر المستدام.

وفي هذا السياق، قال الدكتور تيبريو كياري، رئيس مكتب الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية بالقاهرة «نظرة إلى المستقبل، وبفضل الأثر القوي والملموس الذي حققه برنامج EU-MEPEP، يسعدني أن أعلن عن تعاون جديد وواعد من شأنه أن يعزز جهودنا المشتركة في مجال التدريب المهني والتوظيف، يجري حالياً الإعداد لاتفاق استراتيجي بين مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني بوزارة التجارة والصناعة (PVTD) ومشروع الإدارة المتكاملة لتلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى (GCCC)، والممول من البنك الدولي».

«بعد اختتام برنامج MEPEP، ستُشكل هذه الشراكة الجديدة أداة رئيسية خلال السنوات الثلاث المقبلة من أجل:

  1. توفير نحو 2،500 فرصة عمل جديدة لسكان محافظة الشرقية، خاصة لفئة الشباب والفئات المستضعفة؛
  2. تزويد مركز التدريب المهني (VTC) بنموذج تشغيلي طويل الأمد يدمج التدريب مع مسارات توظيف فعلية، بما يضمن استدامة عمل المركز ومواكبته لاحتياجات سوق العمل؛
  3. تعزيز دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في قطاع البيئة، وترسيخ مكانة المركز كمحطة مرجعية وطنية لتطوير المهارات الخضراء

وأضاف أن هذه المبادرة لا تستند فقط إلى إرث EU-MEPEP، بل تُجدد أيضاً التزامنا المشترك بالتنمية الشاملة والمستقبلية، حيث تتكامل التعليم والتوظيف والاستدامة البيئية في إطار واحد متناغم.

وتابع: «لقد حقق برنامج EU-MEPEP تقدماً كبيراً في مجال التعليم الفني والتدريب المهني، فمن خلاله، قمنا بتزويد الطلاب بالمهارات المطلوبة في سوق العمل، مما زاد من فرص توظيفهم وجعلهم مساهمين فعّالين في سوق العمل المحلي

إن قصص النجاح التي يرويها خريجونا هي خير دليل على فعالية النهج الذي اعتمده البرنامج، لقد نجح EU-MEPEP في خلق بيئة مثالية تُيسّر عملية التوافق بين احتياجات الشركات من جهة، وتخطيط وتنفيذ الدورات التدريبية المقدمة للطلاب من جهة أخرى».

ومن ناحيته، قال الدكتور نيكولا توتشي، المنسق الفني الدولي لبرنامج التعليم المتعدد لتعزيز العمالة بالمناطق المتضررة من الهجرة «لكن برنامج EU-MEPEP لم يكن يوماً مجرد مشروع بنية تحتية أو أرقام، بل كان دائماً مشروعاً إنسانياً، يتمحور حول الأشخاص، من طلاب ومدربين وإداريين وأصحاب عمل، الذين احتضنوا التغيير، وبنوا جسور التعاون، وفتحوا آفاقاً جديدة نحو المستقبل».

وأضاف «ويُعد تعاوننا مع اتحاد الصناعات المصرية ركيزة أخرى أساسية للاستدامة؛ فمن خلال ربط التدريب باحتياجات سوق العمل الحقيقية، نعمل على بناء نموذج مرن وفعّال يستجيب للتحديات الحالية ويصمد أمام المستقبل».