
روى سكان قرية كفر السنابسة في المنوفية تفاصيل حياة الضحايا قبل الحادث الأليم، حيث طالبوا بفرص عمل آمنة بعد هذه الفاجعة.
أكد أحمد على، صاحب المخبز، أن الفتيات ضحايا حادث الطريق الإقليمي كن يخرجن كل يوم في السادسة صباحًا لشراء أقراص وفطائر من مخبزه، مشيرًا إلى أنهن كن يتمتعن بأخلاق عالية واحترام كبير، وكانت السيارة التي تقلهن للعمل تتوقف أمام المخبز فيركبنها متوجهات إلى أعمالهن، موضحًا أن فطورهن كان بسيطًا جدًا، يتكون من قرص وفطيرة ورغيف فينو وكيس شبيسي، لا تتعدى قيمته 20 جنيهًا، وأضاف: «بناتنا غلابة، بيجروا على أكل عيشهم، وآخر مرة شفتهم كانوا بيضحكوا وفرحانين وبيقولوا لبعض: هنقبض النهاردة عشان نشتري لبس الفرح اللي هنحضر بيه فرح ميادة».
طالب أحمد على بضرورة إنشاء مصنع أو مشروع تشغيل في القرية بدلًا من تعريض حياة البنات للخطر في رحلات العمل اليومية، حتى يتمكنّ من العمل وتوفير مصاريفهن وهن في بلدهن، مؤكدًا أن الحزن قد خيم على الجميع وأن القرية كلها حزينة.
في الجهة الأخرى، قال ناصر، والد سائق النقل المتهم بالتسبب في الحادث المروع الذي وقع أعلى الطريق الإقليمي بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والذي أسفر عن مصرع 19 شخصًا وإصابة 3 آخرين، إن نجله لم يكن يقصد التسبب في الحادث، موضحًا أن ابنه حديث الزواج منذ شهر فقط، وكان معروفًا بين أهله ومعارفه بالتدين والالتزام، ولم يكن يترك فرض صلاة، وكان يعمل بجد لتوفير لقمة العيش، وأضاف: «ابني طالع يجري على أكل عيشه زي اللي ماتوا، ده عريس ومكانش يقصد يموت حد»، مؤكدًا أن الحادث وقع بعدما فوجئ نجله بوجود حجر ضخم على الطريق ولم يتمكن من تفاديه، مما أدى إلى انحراف السيارة ووقوع الحادث.