
تحدث الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن موضوع ستر العورة في الصلاة للرجال والنساء، موضحًا أن هذا الأمر يعد من الشروط الأساسية لصحة الصلاة، فلا تصح الصلاة إذا تُرك ستر العورة عمدًا.
وأشار «وسام»، خلال حلقة برنامج «فتاوى الناس» التي عرضت على قناة الناس اليوم الاثنين، إلى أن الفقهاء اتفقوا على أن عورة الرجل في الصلاة تمتد من السُّرَّة إلى الركبة، مؤكدًا أن هذا هو الحد الأدنى الذي يجب ستره لتكون الصلاة صحيحة.
وأضاف أن هناك بعض الخلافات بين الفقهاء حول ما إذا كانت السرة والركبة تُعتبران ضمن العورة، لكن الأرجح هو أن ما بينهما هو موضع الاتفاق.
وقال: «لكن لا يعني هذا أن يكتفي الرجل بستر هذا القدر فقط، بل من الأدب مع الله أن يتوجه العبد إلى صلاته في أفضل هيئة، وأن يهيئ نفسه بلباس يتناسب مع الوقوف بين يدي ربه»
أما بالنسبة لعورة المرأة في الصلاة، فقد أوضح أمين الفتوى أن الحد المتفق عليه هو ستر جميع جسدها ما عدا الوجه والكفين، مشيرًا إلى وجود اختلاف بين الفقهاء حول مسألة ستر القدمين، فبعضهم يعتبر أن القدمين عورة يجب سترها، بينما يرى البعض الآخر، مثل أبي حنيفة، جواز كشفهما.
وأضاف: «لرفع الحرج، نقول للنساء: من الأفضل ستر القدمين بالخمار أو الشراب إن أمكن، لكن إذا صلّت المرأة وقدميها مكشوفتان، فإن صلاتها صحيحة ولا ينقص من ثوابها شيء بإذن الله، طالما أنها سترت باقي جسدها كما اتفق عليه الفقهاء»
وتابع: «المطلوب في الصلاة هو أداء الفريضة بما يتناسب مع جلال الموقف، ومن استطاع أن يجمع بين الفقه والدقة والأدب الظاهر، فقد نال الخير كله، والأصل هو عدم تعسير الأمور على الناس فيما وسعه الشرع وأجاز فيه الخلاف»