أستاذ فقه: الرضا مفتاح الشفاء في زمن الأزمات، وسخطك لن يغير الواقع

أستاذ فقه: الرضا مفتاح الشفاء في زمن الأزمات، وسخطك لن يغير الواقع

أشار الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، إلى أن الإحساس باليأس، والإحباط، والجزع، والسخط من أقدار الله لا يغير من الواقع شيئًا، بل يزيد من تعب القلب وتوتر النفس، مشددًا على أن الرضا بقضاء الله هو ما يجلب الخير للعبد في الدنيا والآخرة.

وأضاف، خلال حلقة برنامج «مع الناس» التي تم بثها على قناة الناس اليوم الاثنين، أن العديد من الناس عندما تتأخر الأمور أو لا تحدث كما يتمنون، يشعرون بضيق ويميلون إلى السخط على أقدار الله، في حين أن هذا السخط لا يغير شيئًا مما كتبه الله، بل يعمق من شعور الإنسان بالضيق الداخلي دون أي تغيير خارجي، فماذا أراده الله سيكون، سواء رضي العبد أو سخط، كما أن السخط يُذهب الأجر ويُورث الحسرة.

وأكد الدكتور تمام، أن المسلم الواعي هو الذي يسعى للأسباب ويجتهد فيما يستطيع، ثم يستسلم تمامًا لحكم الله وقدره، وهو على يقين بأن النتيجة، مهما كانت، فهي خير له، سواء جاءت كما كان يرجو أو كانت مختلفة، لأن الله اختار له ما فيه صلاحه.

كما أضاف، أن الطمأنينة لا تأتي فقط من تحقيق النتائج، بل من الثقة في حكمة الله واختياره، مشيرًا إلى أن بعض الشدائد لا تُحتمل إلا حين يستحضر العبد في قلبه أن من قدّرها هو الله، وهو سبحانه حكيم خبير، حيث قال الإمام ابن عطاء الله السكندري رحمه الله: «ليخفف ألم البلاء عنك علمك بأن الله هو المبلي لك، فالذي واجهتك منه الأقدار هو الذي عودك حسن الاختيار»

وأوضح، أن هذه الكلمات تفتح أبواب الأمل لمن ضاقت عليهم الدنيا؛ فالله الذي أنعم عليك لسنوات طويلة، ورزقك الأمن والصحة والعافية، أليس هو أحق بأن تُحسن الظن به في محنتك الحالية؟ أليس هو الذي يُربّي عبده بالمنح والمحن معًا؟

وشدد «تمام»، على أن العبد لا ينبغي أن ينسى فضل الله عليه بسبب محنة واحدة أو موقف واحد، قائلًا: «كم من النعم نعيشها صباحًا ومساءً، لكن محنة واحدة تنسينا كل ما مضى! وهذا من مداخل الشيطان، ليوقع المؤمن في السخط والنكران»

وأكد، أن من أعظم ما يخفف ألم البلاء هو استحضار معية الله، والتفكر في أن المصيبة من الله لحكمة ورحمة لا نراها الآن، لكنها ستنكشف لاحقًا لمن صبر ورضي، موضحًا: «لا تبدأ باليأس، بل ابدأ بالثقة، ولا تختم بالجزع، بل اختم بالرضا، فما كتبه الله لك سيصل، وما لم يُكتب لن تناله، لكن الرضا هو الذي يصنع الفرق في قلبك وسير حياتك»