تعتبر وزارة الإنتاج الحربي ركيزة أساسية في تسليح القوات المسلحة المصرية، وفي ذات الوقت تمثل أحد الأذرع الصناعية الحيوية للدولة، حيث تسهم بشكل فعال في تعزيز الاقتصاد المصري من خلال تنفيذ مشروعات قومية وتنموية متعددة، مستفيدة من الطاقات الإنتاجية المتاحة في شركاتها ووحداتها التابعة، وتعتمد الوزارة على التعاون مع مختلف المؤسسات، بما في ذلك القطاع الخاص، الذي تعتبره شريكًا استراتيجيًا.
على مدار العام الماضي، عملت الوزارة على دعم جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، ونجحت منذ يوليو 2024 حتى اليوم في إنجاز العديد من المشاريع التي ساهمت في دفع عجلة الإنتاج في مجالات العسكرية والمدنية، وذلك تماشيًا مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، من خلال الاستفادة القصوى من إمكانيات الإنتاج الحربي، وتعميق نسبة التصنيع المحلي، وتطوير المنتجات، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكوادر البشرية.
كما أتمت الوزارة تنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية خلال الفترة من يوليو 2024 إلى يونيو 2025، حيث تم توريد وتشغيل معدات وحدة امتصاص الغازات للنيتروسليلوز بشركة أبوزعبل للكيماويات المتخصصة (مصنع 18 الحربي)، وتوريد وتشغيل 6 ماكينات خراطة CNC للذخيرة الغربية بشركة حلوان للصناعات الهندسية (مصنع 99 الحربي)، وتوريد وتشغيل عجان مخاليط للذخائر الدخان والمضيء لخط إنتاج الكبسول بشركة قها للصناعات الكيماوية (مصنع 270 الحربي)، بالإضافة إلى رفع كفاءة 3 مكابس إنتاج ذخيرة وتحسين كفاءة غلايات خطوط الإنتاج.
وتضمنت المشاريع أيضًا تنفيذ “هود” لتغطية فرن وحدة الصلب ورفع كفاءة غلاية بمشتملاتها في شركة أبوزعبل للصناعات الهندسية (مصنع 100 الحربي)، ورفع كفاءة ماكينات تقطيع الصلب المدرع، وتوريد وتركيب وتشغيل المبنى البالوني في مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي)، بالإضافة إلى إعادة تأهيل فرن المعاملات الحرارية للمعادن في شركة حلوان للأجهزة المعدنية (مصنع 360 الحربي)، وتم دمج بعض خطوط الإنتاج للوحدات في عدد من الشركات التابعة ضمن جهود الوزارة لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية.
كما حرصت الوزارة على المشاركة في معارض التسليح الدولية مثل “IDEX 2025” الذي أقيم في أبوظبي، حيث اطلعت على أحدث تكنولوجيات التصنيع في مجال الصناعات الدفاعية، وعرضت عددًا من منتجات شركاتها للتسويق، وتستعد الآن للمشاركة بفاعلية في معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية “EDEX 2025” لعرض أحدث منتجاتها العسكرية.
خلال شهر أكتوبر الماضي، وبمناسبة احتفالات الوزارة بعيدها السبعين، شهدت عدة افتتاحات، حيث افتتح المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، شركة “الإنتاج الحربي للصيانة والتوريدات والحلول المتكاملة”، ومصنع إنتاج الرزينة بشركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية (مصنع 81 الحربي)، حيث تعتبر الرزينة من المواد الأساسية في صناعة البويات.
وفي الفترة من 1/7/2024 إلى 30/6/2025، شاركت الجهات التابعة للوزارة في تنفيذ مشروعات قومية متنوعة، مثل مشروع توريد وتجهيز عدد (3) عنابر بياض بشوشة في المنيا لصالح هيئة تنمية الصعيد، وتم تسليمها في أغسطس الماضي وافتتاحها خلال احتفالات أكتوبر 2024، كما يتم حاليًا تنفيذ مشروع توريد وتجهيز عدد (3) عنابر في بنبان بأسوان.
تعاونت حلوان للصناعات الهندسية (مصنع 99 الحربي) مع إحدى شركات القطاع الخاص في تصنيع أدوات المائدة، كما قامت بتصنيع عدد (57) ألف طفاية حريق متنوعة للسوق المحلية، وبدأ مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي) في تنفيذ المرحلة الثانية من تحويل عدد (377) أتوبيسا للعمل بالغاز بدلاً من السولار لصالح هيئتي النقل العام في القاهرة والإسكندرية.
وفي إطار التعاون مع شركة قها للصناعات الكيماوية (مصنع 270 الحربي) وشركة حلوان للمسبوكات (مصنع 9 الحربي)، تم اعتماد تصنيع الطلمبة الغاطسة، وتم توريد عدد (3) طلمبات لشركة المياه بمرسى مطروح، كما تعاونت شركة حلوان للأجهزة المعدنية (مصنع 360 الحربي) مع شركة ميزوها اليابانية في تجميع واختبار عدد (102) جهاز تكثيف المياه من الهواء الجوي.
نجحت شركة حلوان لمحركات الديزل (مصنع 909 الحربي) في تركيب عدد (83) مزلقان أوتوماتيك لصالح هيئة السكة الحديد بالتعاون مع شركة ريفينجا الإسبانية، بالإضافة إلى توريد عدد (2120) فلتر لصالح إدارة مركبات القوات المسلحة، وجارٍ تنفيذ المرحلة الثانية من تصنيع عدادات الغاز مسبقة الدفع لصالح شركات توزيع الغاز، كما تم توقيع بروتوكول تعاون لتوريد وتصنيع موفرات المياه بمقاساتها المختلفة لصالح شركات المياه.
في إطار تنفيذ منظومة إدارة المخلفات الجديدة، تم توقيع عقد رباعي بين وزارات الإنتاج الحربي والتنمية المحلية والبيئة والتخطيط لإنشاء مصنع تدوير المخلفات بشبرامنت، حيث تم تسلم الموقع وبدء أنشطة المشروع، وتم الانتهاء من تصنيع الخط الميكانيكي محلي الصنع بنسبة 85٪، كما تم تنفيذ الأعمال المدنية والإنشائية بالموقع.
تشارك وزارة الإنتاج الحربي بمنتجاتها المدنية في العديد من المعارض المحلية والدولية، حيث تسهم هذه المنتجات في تلبية احتياجات المواطنين، وأطلقت الوزارة منافذ متنقلة لبيع منتجاتها بأسعار تنافسية.
لعب قطاع الميادين المركزية دورًا حيويًا في تنفيذ اختبارات الذخيرة والصواريخ وتعزيز مهارات العاملين من خلال برامج تدريبية، حيث حقق هذا القطاع إنجازات متعددة، وتم تنفيذ 26 برنامجًا تدريبيًا لـ42 من العاملين، كما تم اعتماد الهيكل التنظيمي الجديد للقطاع.
وعلى مدار عام كامل، حققت وزارة الإنتاج الحربي إنجازات عديدة في تطوير مواردها البشرية وضمان حقوق المرأة، حيث تم تمكين (203) امرأة لشغل مناصب قيادية، وتم الرد على (836) شكوى بنسبة 100٪، مما يعكس إنجازات مميزة.
اتخذت الوزارة إجراءات لتيسير الأمور للعاملين ذوي الهمم، مثل توفير أماكن انتظار مخصصة، كما يتم تنظيم ندوات توعوية بالتعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة.
يعتبر قطاع التدريب من أهم القطاعات في الوزارة، حيث يعمل على تأهيل الكوادر الفنية والإدارية، وقد نجح في تنفيذ 137 برنامجًا تدريبيًا لـ1224 متدربًا، بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية في مجالات متعددة.
تم التحول إلى نظام الاختبارات الإلكترونية لتحديد مستوى اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، وتم التعاون مع كبرى المؤسسات الصناعية لتوظيف خريجي المنشآت التعليمية التابعة للقطاع.
تعد الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة من المنشآت التعليمية المهمة، حيث حققت إنجازات عدة، منها تخريج الدفعة الخامسة من الطلاب ونشر 38 بحثًا علميًا.
في إطار تحسين الخدمات الطبية، تم توفير أجهزة طبية جديدة في المركز الطبي التخصصي بحلوان، وجارٍ العمل على توسيع وحدة الغسيل الكلوي.
على مدار العام، قام المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، بعدة جولات تفقدية لمتابعة سير العملية الإنتاجية والتواصل مع العاملين، مما أثر بشكل إيجابي على الأداء والإنتاجية.
وترأس الوزير اجتماعات الجمعيات العمومية للشركات التابعة لعرض الحسابات الختامية، حيث أظهرت مؤشرات تطور الأداء نموًا ملحوظًا في الإيرادات بنسبة 144٪.
كل هذه الإنجازات تعزز من الدور الفعال الذي تقوم به وزارة الإنتاج الحربي كركيزة أساسية للصناعات العسكرية، وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير للخارج.