تطبيق مبتكر لرصد الكائنات البحرية وحماية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر

تطبيق مبتكر لرصد الكائنات البحرية وحماية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر

أعلنت غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية بالبحر الأحمر عن إطلاق تطبيق إلكتروني ذكي جديد، يعد الأول من نوعه في مصر، يهدف إلى رصد ومتابعة الكائنات البحرية وتنظيم الرحلات السياحية البحرية، وذلك كجزء من خطة استراتيجية للتحول الرقمي في إدارة وحماية الموارد البيئية البحرية في مناطق الغوص والمحميات الطبيعية.

جاء هذا المشروع بالتعاون مع وزارة البيئة ووزارة السياحة والآثار والاتحاد المصري للغرف السياحية ومشروع «جرين شرم»، مما يشكل بداية جديدة للتكامل بين السياحة البيئية والتكنولوجيا المتقدمة، حيث يساهم في حماية الشعاب المرجانية والدلافين والسلاحف وأسماك القرش، ويعمل على تحسين أداء مقدمي الخدمات البحرية والغواصين المحترفين المسجلين بالغرفة.

يهدف التطبيق إلى تمكين الغواصين المحترفين من توثيق مشاهداتهم للكائنات البحرية بشكل مباشر، حيث يمكنهم رفع صور ومقاطع فيديو خلال رحلات الغوص، مما يساعد في تشكيل قاعدة بيانات تفاعلية تعزز من خطط وزارة البيئة لرصد حالة البيئة البحرية بدقة واستمرار.

وأكد مسؤولو الغرفة أن هذا التطبيق يسهم في اتخاذ قرارات استباقية لتنظيم النشاط السياحي في مواقع الشعاب المرجانية وتخفيف الضغوط عليها، خاصة في المناطق ذات الجذب البيئي المرتفع مثل شعاب أبورمادا وسطح سطايح وشعاب الأخوين ومرسى علم، كما يوفر التطبيق لمستخدميه في المرحلة الأولى العديد من الميزات الذكية، مثل تنظيم الرحلات ومتابعتها وإدارتها من خلال واجهة سهلة الاستخدام، حيث يمكن للمحترف تعديل أو إلغاء مشاركته في أي رحلة بحرية بضغطة واحدة، بالإضافة إلى استقباله إشعارات فورية على هاتفه المحمول بكل ما يتعلق بالإخطارات البحرية والدورات التدريبية والمنشورات الصادرة عن الغرفة، كما يحتوي على نظام دقيق لرصد توثيق كل كائن بحري يظهر خلال الرحلات اليومية، مما يمنح الغواص شعورًا بالمشاركة في مهمة بيئية وطنية وليس مجرد نشاط ترفيهي، بل هو عمل جماعي للحفاظ على كنوز مصر البيئية تحت الماء.

وأشار مصطفى حفني، رئيس غرفة سياحة الغوص، إلى أن الغرفة قد استحدثت عبر هذا التطبيق نظامًا يشجع على المشاركة، حيث يتم منح نقاط رقمية تراكمية لكل عملية توثيق ورصد ناجحة يقوم بها المحترف داخل التطبيق، ويمكن استبدال هذه النقاط بمكافآت أو حوافز أو دورات تدريبية مجانية، مما يحول التطبيق إلى منصة تعليمية ومكافأة في آن واحد، تعتمد على مبدأ «سجّل أكثر، تكسب أكثر»، في تفاعل غير مسبوق بين مستخدم الغواص والتكنولوجيا المخصصة لحماية الشعاب المرجانية والكائنات البحرية الحساسة.

يعكس التطبيق توجهًا واضحًا نحو دمج الرقمنة في ملف الحماية البيئية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البيئة البحرية بالبحر الأحمر، مثل الزيادة في أعداد اللنشات وتكرار ممارسات غير مسؤولة مثل الإرساء العشوائي فوق الشعاب والاقتراب غير المنضبط من الدلافين، والضغط على مناطق التزاوج والتكاثر الخاصة بالسلاحف وأسماك القرش، لذا فإن تطبيق CDWS ECO Monitoring سيكون أداة فعالة لرابط بين الغواص والإدارة ومراكز المحميات الطبيعية.

يستهدف التطبيق حاليًا شريحة المحترفين المسجلين فقط لضمان جودة البيانات ودقة الرصد، حيث يتم تفعيل الحسابات باستخدام بيانات المستخدم الرسمية المسجلة بالغرفة مسبقًا، وقد تم تصميم واجهاته لتناسب طبيعة عمل الغواصين ومدربي السنوركل وقادة الرحلات، مما يسهل التعامل معه حتى في المناطق النائية بلا تغطية قوية، على أن يتم مزامنة البيانات لاحقًا عند الاتصال بالشبكة.

أكدت غرفة الغوص أن التطبيق، المتاح حاليًا بنسخته التجريبية على نظامي أندرويد وiOS، يمثل المرحلة الأولى من خطة تطوير أوسع ستشمل لاحقًا خدمات مثل حجز الدورات التدريبية إلكترونيًا، وجدولة اختبارات الغوص، ومتابعة مؤشرات السلامة البيئية لكل موقع، مما يوفر تجربة متكاملة لمحترف الغوص، ويضع البحر الأحمر على خريطة التجارب الدولية الرائدة في استخدام الذكاء البيئي التفاعلي في السياحة المستدامة، كما يعزز إطلاق التطبيق من صورة مصر كدولة بدأت فعليًا في مواكبة الاتجاه العالمي نحو السياحة الذكية والخضراء، خاصة في البحر الأحمر الذي يُعتبر أحد آخر المعاقل العالمية للشعاب المرجانية الصحية، ويستقطب سنويًا مئات الآلاف من هواة الغوص من أوروبا والعالم، وبالتالي فإن وجود منصة رقمية موحدة تمكّن هؤلاء من المساهمة الفعالة في توثيق ورصد وحماية الكائنات البحرية يمثل نقلة نوعية على مستوى المنطقة، ويفتح الباب أمام ابتكار مبادرات أكثر تخصصًا في المستقبل.