محافظ البحر الأحمر يناقش سبل ربط مدينة الشلاتين بالشبكة الكهربائية الموحدة لتعزيز التنمية المستدامة

وجه اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، الأجهزة المختصة بإجراء دراسة عاجلة لربط مدينة الشلاتين، الواقعة في جنوب المحافظة، بالشبكة الموحدة للكهرباء على مستوى الجمهورية كمرحلة أولى، وذلك بهدف إنهاء الاعتماد على محطات التوليد المحلية التي تعمل بالديزل، بالإضافة إلى تحسين مستوى الخدمة الكهربائية المقدمة للمواطنين والمشروعات التنموية في المنطقة.
وأكد المحافظ خلال اجتماع موسع بديوان عام المحافظة أن ربط مدينة الشلاتين بالشبكة القومية للكهرباء سيتم تمويله من حساب المحافظة، في إطار دعم الدولة للمناطق الحدودية وتعزيز الأمن المجتمعي.
وأشار إلى أن توصيل الكهرباء بشكل دائم سيفتح المجال لتنفيذ مشروعات استثمارية وسياحية وتنموية جديدة في المدينة والمناطق المحيطة بها، مما يحقق الاستقرار ويساهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين.
وأوضح المحافظ أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة متكاملة تستهدف تطوير المدن الجنوبية، وفي مقدمتها الشلاتين وأبورماد وحلايب، لتوفير البنية الأساسية التي تسمح بزيادة فرص العمل وجذب الاستثمارات، كما تسهل تقديم الخدمات الحكومية وتوسع استخدام الطاقة النظيفة من خلال الربط الكهربائي الدائم، وأشار إلى أن الشلاتين شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة في الخدمات والمرافق بدعم مباشر من القيادة السياسية، وأن ربطها بالشبكة الموحدة يمثل نقلة نوعية في حياة الأهالي.
وأضاف: “كما يدعم خطط التوسع في التعليم والرعاية الصحية والمرافق الحديثة”، ووجه حنفي بسرعة إعداد الدراسات الفنية والهندسية اللازمة بالتنسيق مع وزارة الكهرباء والشركة القابضة للكهرباء لتحديد المسارات المناسبة والقدرات المطلوبة، بما يضمن التنفيذ الفوري للمشروع فور اعتماده، وأكد أن ربط المدن الحدودية بالبنية الوطنية الموحدة هو تأكيد على أن الدولة لا تترك أي بقعة من أرض مصر خارج حسابات التنمية
ينظر أهالي حلايب وشلاتين إلى ربطهم بالشبكة الموحدة باعتباره مطلبًا عاجلاً، حيث سيمكنهم توفير الكهرباء المستقرة من إقامة مشروعات خاصة، ودعم التعليم الفني، وتشغيل مراكز الشباب، وتحسين خدمات الإنترنت والاتصالات، مما يضع المنطقة على خريطة التنمية الوطنية بشكل كامل، ويحقق نقلة نوعية طال انتظارها لأهالي المنطقة، الذين لا يزالون ينتظرون النور القادم من الشمال، ورغم ما شهدته مدينتا حلايب وشلاتين من تطور عمراني وخدمي خلال السنوات الأخيرة، لا يزال ملف الكهرباء أحد أبرز التحديات التي تؤرق المواطنين وتعرقل تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في المنطقة، حيث يعتمد سكان المدينتين، إلى جانب التجمعات البدوية المحيطة مثل أبورماد وابرق ومرسي حميرة، على مولدات ديزل محدودة القدرة توفر التيار الكهربائي لساعات محدودة، مما يُصعّب حياة السكان ويقف عائقًا أمام التوسع في الاستثمارات والمشروعات القومية بالمنطقة.
وطالب المواطنون في حلايب وشلاتين، ومعهم نائب البرلمان عن المنطقة علي نور، بسرعة ربط المدينتين بالشبكة الكهربائية الموحدة، على غرار ما تم في مدينة برنيس الواقعة شمال شلاتين بنحو 100 كيلومتر، والتي تم إدخال الشبكة الموحدة لها خلال الأعوام الماضية، وأكد أن أقرب نقطة للشبكة الكهربائية الموحدة إلى شلاتين تقع في منطقة برنيس، التي جرى ربطها بالفعل بالشبكة القومية، مما يجعل المشروع ممكنًا من الناحية الهندسية والفنية، ولا يتطلب سوى تنفيذ خط تمديد بطول 100 كيلومتر تقريبًا.
وأكد الشيخ محمد طاهر سدو، شيخ مشايخ حلايب، أن المشروع يمثل حلمًا قوميًا لأهالي شلاتين وحلايب، بعد أن أنفقت الدولة نحو 4 مليارات جنيه خلال السنوات الماضية على مشروعات البنية التحتية، ووفرت خدمات أساسية في مجالات المياه والصحة والتعليم والطرق، إلا أن استمرار الاعتماد على مولدات الكهرباء يُشكل ثغرة كبيرة في مسار التنمية المتكاملة.
وطالب سدو وزارة الكهرباء والطاقة بضرورة إدراج مدن حلايب وشلاتين وأبورماد ضمن خطة الربط الكهربائي القومي، لما لذلك من أثر مباشر على تحسين مستوى معيشة المواطنين، وتشجيع الاستثمار في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والسياحة، وأشار إلى أن إدخال الشبكة الموحدة سيُحدث نقلة تنموية شاملة، نظرًا لتوافر إمكانيات كبيرة للاستثمار في مجالات الثروة السمكية، والمحميات الطبيعية، والمشروعات الزراعية، وهو ما يتطلب طاقة كهربائية مستقرة ومستدامة، وطالب النائب علي نور الجهات المعنية بوضع جدول زمني واضح للتنفيذ، وإدراج المشروع ضمن أولويات وزارة الكهرباء للعام المالي الجديد، مشيرًا إلى أن خط الكهرباء سيكون شريان حياة لمواطني مدن وتجمعات الجنوب، وسيدعم تنفيذ عشرات المشروعات القومية.