باحثة بيئية تنقذ سلحفاة بحرية مهددة بالانقراض من شباك الصيد وتعيدها إلى البحر الأحمر

باحثة بيئية تنقذ سلحفاة بحرية مهددة بالانقراض من شباك الصيد وتعيدها إلى البحر الأحمر

في لحظة إنسانية وبيئية مليئة بالأمل، شهد شاطئ أحد الفنادق السياحية الشهيرة بالبحر الأحمر حدثًا مؤثرًا بعد أن نجح فريق محميات البحر الأحمر في إنقاذ سلحفاة بحرية نادرة كانت على وشك النفوق، بسبب ابتلاعها خيط صيد بلاستيكي حال بينها وبين الحركة والتغذية، مما أدى إلى دخولها في حالة من الإعياء الشديد.

بدأت القصة عندما تلقى الدكتور أحمد غلاب، مدير المحميات، بلاغًا من أحد النزلاء الذي لاحظ سلحفاة كبيرة على الشاطئ غير قادرة على الحركة، وبها خيط يخرج من فمها، وبعد دقائق قليلة، وصلت الدكتورة فاطمة فؤاد، الطبيبة البيطرية والباحثة الجديدة في محميات البحر الأحمر، إلى الموقع مع فريق الإنقاذ، لتبدأ عملية إنقاذ دقيقة لمخلوق بحري من الأنواع المهددة بالانقراض.

أظهر الفحص الأولي أن السلحفاة من نوع «صقرية المنقار»، وهو أحد الأنواع النادرة في البحر الأحمر والمهددة بالانقراض، حيث ابتلعت الخيط حتى قاعدة لسانها، مما هدد حياتها، فلم تعد قادرة على تناول الطعام أو السباحة بشكل طبيعي.

على الفور، تم نقل السلحفاة بسرعة إلى المعمل البحري التابع للمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، وهناك، في غرفة بسيطة مخصصة للطوارئ، أجرت الطبيبة عملية جراحية دقيقة، حيث استخدمت ملقط forceps لتثبيت وفتح الفم، ومن ثم سحبت الخيط العالق بعناية شديدة، وكانت لحظة خروج الخيط فارقة، حيث تنفس الجميع الصعداء.

وبعد دقائق من العملية، بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى السلحفاة، وتم نقلها إلى الشاطئ، حيث أُطلقت مرة أخرى في مياه البحر وسط حضور الفريق البيئي، لتبدأ السلحفاة السباحة نحو الأعماق في مشهد أبهر كل من حضره.

وأشارت الدكتورة فاطمة فؤاد، الباحثة البيئية، إلى أن إنقاذ سلحفاة بحرية لا يعني فقط إنقاذ كائن، بل هو إنقاذ حلقة من منظومة بيئية متكاملة، فهذه السلاحف تلعب دورًا حاسمًا في توازن الحياة البحرية، وحمايتها واجب بيئي وأخلاقي.

تعيش في البحر الأحمر خمس أنواع من السلاحف البحرية، أبرزها السلحفاة الخضراء وسلحفاة صقرية المنقار، وكلاهما يُرصدان بانتظام على السواحل المصرية، ورغم الحماية القانونية، لا تزال هذه الأنواع تواجه تهديدات يومية من الصيد الجائر، والمخلفات البلاستيكية، والتصادم مع القوارب، والأنشطة البشرية غير المنضبطة، وتعمل وزارة البيئة عبر قطاع المحميات الطبيعية على تعزيز حماية هذه الكائنات، من خلال الحملات التوعوية، ومنع الصيد في مناطق تعشيش السلاحف، والتعاون مع السياحة البيئية لتشجيع مشاهدة السلاحف بدلًا من الإضرار بها.