
قررت نيابة البحر الأحمر، بإشراف المستشار أحمد عبدالمحسن المحامي العام الأول لنيابات البحر الأحمر، اليوم الأربعاء، السماح بدفن جثامين الضحايا الأربعة الذين لقوا حتفهم في حادث غرق حفار البترول “آدمارين 12” بمنطقة جبل الزيت بخليج السويس، والضحايا هم: “عمرو محمد شوقي من محافظة الغربية، محمود محمد محمود من محافظة القاهرة، وإبراهيم محمد حسن من محافظة قنا، وخالد مجدي خميس من محافظة الإسكندرية”، بعد الانتهاء من مناظرة الجثامين، وتم تسليم الجثامين لأسرهم لدفنهم.
في السياق ذاته، قام فريق من وكلاء النيابة بالاستماع لشهادات المصابين الناجين، الذين تم نقلهم إلى مستشفى الجونة والغردقة لتلقي العلاج والاطمئنان عليهم، كما كلفت النيابة العامة أجهزة الأمن بإجراء تحريات موسعة حول ملابسات الحادث، والتركيز على الأسباب الفنية والإدارية التي أدت إلى غرق الحفار، خاصة فيما يتعلق بإجراءات السلامة والتأمين البحري خلال عملية سحبه عبر قاطرة بحرية إلى موقع عمل جديد.
وأكد اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر أنه تابع الموقف لحظة بلحظة، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الجهات المختصة والشركات التابعة لها بالمنطقة، فيما أعلن مركز مكافحة التلوث البترولي في مدينتي رأس غارب والغردقة “بتروسيف” رفع درجة الاستعداد بين العاملين لمتابعة الموقف البيئي لحادث غرق الحفار، تحسبًا لوجود أي تسريبات بترولية في منطقة الحادث.
من جهة أخرى، قررت السلطات الطبية بمحافظة البحر الأحمر السماح بخروج 14 من المصابين الناجين في حادث غرق حفار البترول “آدمارين 12” بمنطقة جبل الزيت، وذلك بعد تحسن حالتهم الصحية وتماثلهم للشفاء التام، بينما استمر حجز 9 حالات من المصابين، بينهم 5 في العناية المركزة و4 بالقسم الداخلي.
نُقل المصابون إلى مستشفيات الجونة والغردقة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة بعد تعرض الحفار للانقلاب أثناء قطره إلى موقع عمل جديد في المياه الإقليمية المصرية يوم الثلاثاء، وقد أسفر الحادث عن عدد من الضحايا والمفقودين، وأكدت مصادر طبية أن الحالات التي غادرت المستشفيات كانت تعاني من إصابات طفيفة وحالات إجهاد عام، وتم تقديم جميع الإسعافات والرعاية اللازمة لهم منذ لحظة وصولهم وحتى خروجهم، في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات بالتنسيق مع الجهات الفنية وشركة “أديس القابضة” للوقوف على ملابسات الحادث وأسبابه، بينما تستمر أعمال البحث والإنقاذ لعدد من المفقودين.
وفي إطار جهود البحث، دفعت شركة جابكو بوحدات بحرية متخصصة بالإضافة إلى غطاسين محترفين وأجهزة سونار تمشط المنطقة المحيطة بالحفار وقاع البحر، وشهدت منطقة الحادث تنفيذ خطة موسعة للمسح البحري والبحث تحت سطح المياه باستخدام طائرتين مروحيتين مخصصتين للبحث، وعدد من الوحدات البحرية واللنشات المزودة بأجهزة السونار والغوص، التي أرسلتها شركة “جابكو” للبترول بالتنسيق مع وزارة البترول وعدد من شركات البترول بالمنطقة.
وأكدت مصادر أن عمليات المسح البحري تشمل محيط الحفار الغارق بالكامل، بالإضافة إلى إجراء فحص دقيق أسفل الهيكل الحديدي للحفار باستخدام فرق غطاسين محترفين وكاميرات تحت الماء، في محاولة لتحديد موقع المفقودين الذين يُرجّح وجودهم في محيط الحفار أو بين بقايا الهيكل بعد الانقلاب والغرق، كما أضافت المصادر أن الطائرتين المشاركتين تقومان بتنفيذ طلعات جوية متواصلة في دوائر واسعة فوق موقع الحادث، بحثًا عن أي دلائل أو أجسام طافية قد تساعد في تحديد موقع المفقودين.
تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثامين أربعة من العاملين، هم عمرو محمد شوقي ومحمود محمد محمود وإبراهيم محمد حسين وخالد مجدي خميس، وتم إيداع الجثامين بمشرحة مستشفى الغردقة العام، قبل صدور قرار التصريح بالدفن، ويجري حاليًا استكمال الإجراءات الرسمية لتسليم الجثامين إلى ذويهم.
وفي المقابل، كشفت شركة أديس السعودية القابضة، في بيان رسمي صدر اليوم الأربعاء، تفاصيل جديدة حول حادث غرق الحفار البحري “أدمارين 12” التابع لها، والذي وقع مساء الثلاثاء أثناء قطر الحفار إلى موقع عمل جديد في المياه الإقليمية المصرية بمنطقة جبل الزيت بخليج السويس، وأسفر عن عدد من الناجين والوفيات والمفقودين.
وأوضح البيان أن الحفار المنكوب كان على متنه 30 فردًا، من بينهم 18 موظفًا تابعًا للشركة، وتم إنقاذ 23 فردًا، بينما لا يزال 4 في عداد المفقودين، وتُجرى حاليًا عمليات بحث مكثفة بمشاركة فرق غطس متخصصة وجهات إنقاذ تابعة للجهات المعنية بالدولة.
وأكدت الشركة في بيانها بأسى بالغ وفاة 4 أفراد جراء الحادث، من بينهم 3 موظفين بالشركة وحالة واحدة من بين المتعاقدين مع أطراف أخرى، مشددة على أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي تقديم الدعم الكامل لأسر المتضررين، ومتابعة عمليات البحث، والرعاية الطبية للمصابين، والتنسيق مع السلطات المختصة وخدمات الطوارئ.
وأشارت إلى أن الحفار “أدمارين 12” وجميع العاملين عليه مؤمن عليهم بشكل شامل ضمن برنامج التأمين التابع للمجموعة، مؤكدة أن الحادث لن يؤثر جوهريًا على المركز المالي أو التقديرات السنوية للشركة لعام 2025، وأن الحفار كان يعمل ضمن تعاقد مع شركة أوسوكو بمنطقة جبل الزيت، ومن جهة أخرى، وصل وزيرا البترول والعمل إلى موقع الحادث، حيث تفقدا أوضاع الناجين، واطمئنا على تقديم الرعاية الطبية والنفسية للمصابين، كما شددا على استمرار التنسيق مع الأجهزة المختصة، وتقديم الدعم اللوجستي الكامل لأعمال البحث والإنقاذ، وقدما واجب العزاء لأسر الضحايا.
شهد موقع الحادث توافد عدد من الوحدات البحرية، منها المركب “Mckenny Tide” التي وصلت محملة بفريق غطاسين متخصص للبحث عن المفقودين، في إطار جهود الدولة المتواصلة، وكان الحادث قد أسفر عن مصرع 4 من طاقم الحفار بعد انتشال جثامينهم، وإنقاذ 22 شخصًا آخرين، ووسط ترقب وحزن بالغ من أهالي المفقودين وزملائهم، تتواصل الدعوات على أمل العثور على ناجين أو جثامين الضحايا، وسط إشادة كبيرة بجهود فرق الإنقاذ التي تمكنت من إنقاذ العدد الأكبر من طاقم الحفار خلال الساعات الأولى من الحادث، وتجري وزارة البترول مراجعة شاملة لإجراءات السلامة المهنية في جميع مواقع العمل البحرية، تمهيدًا لاتخاذ خطوات تضمن منع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.