المنيا تُطلق المرحلة الثانية لمصنع القناة للسكر: أكبر مركز لإنتاج سكر البنجر في العالم

المنيا تُطلق المرحلة الثانية لمصنع القناة للسكر: أكبر مركز لإنتاج سكر البنجر في العالم

افتتح اللواء عماد كدوانى، محافظ المنيا، المرحلة الثانية بمصنع القناة للسكر في مركز ومدينة ملوى، ويعتبر هذا المصنع واحدًا من أكبر المشاريع الصناعية الزراعية المتكاملة لإنتاج سكر البنجر على مستوى العالم، وهو يأتي ضمن السياسة العامة التي تهدف إلى دعم الصناعة الوطنية والمشروعات التنموية التي تساهم في تعزيز الاقتصاد من خلال توفير فرص عمل وزيادة الإنتاج المحلي وتلبية احتياجات السوق.

خلال جولته في المصنع، اطلع المحافظ على مراحل وآليات التصنيع، حيث قدم المهندس سعيد أنور، مدير المصنع، شرحًا تفصيليًا لمراحل إنتاج السكر من البنجر، بدءًا من استلام المحصول من المزارعين بأكواد سرية، ثم وزنه والتأكد من جودته، وأخذ عينات عشوائية للتأكد من صلاحية المحصول، وبعد ذلك يتم تجهيز البنجر عبر دورة كيميائية كاملة لمعالجته وإدخاله على القاطعات، تمهيدًا للخطوات الأخرى لتصنيع السكر مثل التكرير والتعبئة والتغليف، كما أشار إلى استخدام الطاقة الشمسية لتجفيف السكر بدلاً من الطاقة الحرارية، مما يعكس التقدم التكنولوجي والصناعي في إنتاج السكر.

وأضاف المهندس سعيد أنور أن المصنع يعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى ٣٦ طن سكر يوميًا، مما يجعله من أكبر مصانع إنتاج السكر في العالم، كما يتم تصدير مستخلصات البنجر “المولاس” إلى الدول الأوروبية لتستخدم كمصدر للطاقة، ويشكل ذلك ٦٪ من إجمالي البنجر المورّد، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد القومي المصري وتوفير العملة الصعبة، بالإضافة إلى تأمين الاعتمادات المالية اللازمة للصيانة الدورية للآلات والمعدات وقطع الغيار المطلوبة للمصنع.

وخلال زيارته، أكد محافظ المنيا على أهمية دور شركة القناة للسكر في دفع عجلة التنمية الصناعية بالمحافظة، مشيدًا بالجهود المبذولة من إدارة الشركة والعاملين بها لتحقيق هذا الإنجاز، وأوضح أن هذه الزيارة تأتي في إطار متابعة سير العمل في المشروعات الاستثمارية والصناعية الكبرى، خاصة مصانع السكر التي تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص عمل لأهالي المحافظة، مؤكدًا أن المحافظة ستستمر في تقديم كافة التسهيلات اللازمة للشركات وتوفير بيئة استثمارية آمنة ومستقرة.

كما أضاف اللواء كدوانى أن المنيا تُعتبر من المحافظات الواعدة والجاذبة للاستثمار، حيث تمتلك مقومات التنمية الاقتصادية، خاصة في مجالات القوى البشرية والبنية الأساسية مثل شبكة الطرق وخطوط السكك الحديدية والنقل النهري ومشروعات النقل الجماعي ومعالجة المياه والصرف الصحي والكهرباء، موضحًا أن هذه المقومات ستساعد في وضع المحافظة في المكانة التي تليق بها لتحقيق نهضة اقتصادية ترفع من مستوى معيشة أبنائها.

من جانبه، ثمّن الدكتور كامل العبد الله، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة القناة للسكر، جهود محافظ المنيا في دعم القطاع الاستثماري، مشيرًا إلى أن افتتاح المرحلة الثانية للمصنع بالتزامن مع الاحتفال بذكرى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة يجسد التعاون بين القطاعين العام والخاص، ويخلق بيئة داعمة للاستثمار الأجنبي والمحلي، مما يعكس جاهزية الدولة المصرية في دعم الأمن الغذائي القومي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأضاف الدكتور العبد الله أن مصنع القناة للسكر هو أحد المشاريع المتكاملة التي تهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية، وتعزيز الأنشطة الزراعية والصناعات التكميلية، حيث يضم مزرعة بمساحة ١٨٠ ألف فدان في منطقة غرب المنيا، ويتعاون المصنع مع ٢٠ ألف مزارع من صعيد مصر، معلنًا عن إطلاق مبادرة مشتركة لتقديم دعم مباشر للتجار من أهالي المنيا وزيادة الإنتاج المحلي لتوفير السكر بأسعار تنافسية، وكذلك دعم المزارع المنياوي لضمان زيادة الإنتاجية وتحقيق أعلى عائد اقتصادي.

وخلال جولته، أجرى المحافظ حديثًا وديًا مع عدد من الموردين الذين كانوا في انتظار توريد محصول البنجر، وأكدوا تقديم المصنع كافة أوجه الدعم والتيسيرات لهم بدءًا من استلام المحصول وحتى حصولهم على مستحقاتهم المالية.

وأوضح المهندس حسن بيومى، المدير العام لمصنع وشركة القناة للسكر، أن المصنع يُعتبر أكبر مصنع على مستوى العالم في إنتاج السكر، بمتوسط إنتاج يومي يصل إلى ١٨ ألف طن، مع خطط لزيادة الإنتاج اليومي إلى ٣٦ ألف طن، أي ما يعادل ٧٥٠ ألف طن سنويًا لتلبية الاحتياجات الاستراتيجية من السكر على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن المصنع يضم أكبر عدد من العمالة في صناعة السكر، حيث تحصل محافظة المنيا على النصيب الأكبر من العمالة، والتي تُقدَّر بنسبة ٦٠٪ من القوى البشرية بالمصنع، ليكون جزءًا من نسيج أهل المنيا.

وأكد “بيومى” أن جميع منتجات شركة القناة لصناعة السكر، بدءًا من زراعة البنجر ومعالجته كيميائيًا، واستخلاص السكر والمنتجات الأخرى، تتوافق مع المواصفات القياسية العالمية، لافتًا إلى أن المصنع يقوم بإنتاج العلف الحيواني من مخلفات التصنيع وتصديره للخارج، وكذلك إنتاج المولاس الذي يُستخدم كمادة أولية في صناعات تحويلية أخرى يتم تصديره بالكامل إلى الخارج.

وأضافت علا لطفى، مدير عام قطاع العلاقات الخارجية، أنه تحقيقًا لمبدأ المشاركة المجتمعية وتعزيز التنمية المستدامة في المنيا، يشارك مصنع القناة في دعم العديد من القطاعات المختلفة، حيث يتم تنفيذ برنامج شامل لتوعية المرأة بأهمية الكشف المبكر والوقاية من مرض سرطان الثدي، من خلال بروتوكول تعاون مع مؤسسة بهية، بالإضافة إلى تقديم خدمة الفحص الشهري المجاني لـ١٠٠ سيدة من المزارعات والموظفات وزوجات الموظفين داخل الشركة، كما يدعم قطاع السياحة من خلال المشاركة في تطوير استراحة تونا الجبل، وكذلك تطوير ميدان معهد الأورام بمدينة المنيا، كما يتم التعاون مع جامعة المنيا في مجالات البحث العلمي في تخصصات الزراعة والعلوم والهندسة لوضع آليات لحل بعض المشكلات، مثل إطالة عمر البنجر وتصنيع الأسمدة العضوية.

من الجدير بالذكر أنه في إطار دعم القطاع الاستثماري وتوفير فرص عمل، أعلن اللواء عماد كدوانى، محافظ المنيا، عن إنشاء أول مصنع لإنتاج ألواح الزنك النقي المستخدم في أعمال الجلفنة، على مساحة ٧٥ ألف م²، بتكلفة استثمارية تصل إلى ٢٠٠ مليون دولار، وينتج ٥٠ ألف طن سنويًا في المرحلة الأولى، وبعد تنفيذ المرحلة الثانية يصل إلى ١٠٠ ألف طن سنويًا، ويوفر ١٢٥٠ فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ومن المخطط بدء التشغيل والتصنيع خلال عام.

رافق المحافظ خلال الجولة الدكتور كامل العبد الله، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة القناة للسكر، والمهندس عبد الباسط عبد النعيم، وكيل وزارة التموين، وأحمد خلف، رئيس مركز ومدينة ملوى، وفريق العمل بالشركة.