تستعد محافظة بنى سويف لخطوة حضارية جديدة مع اقتراب الانتهاء من مشروع مجمع المواقف الجديد، الذي يقع أسفل محور عدلي منصور، ويُعتبر من أكبر المشروعات الخدمية والتنظيمية في تاريخ المحافظة، ومن المتوقع افتتاحه في الأيام القليلة المقبلة بعد الانتهاء من أعمال التنفيذ بنسبة تقارب ١٠٠٪.
وأشار الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بنى سويف، إلى أن المجمع الجديد تم تنفيذه بالتعاون مع هيئة الطرق والنقل، ويُعد خطوة محورية لحل مشكلات التكدس والمرور التي عانت منها منطقة محيى الدين لفترة طويلة، حيث يقام المشروع على مساحة تتجاوز ٢٥ ألف متر مربع، ويتضمن موقفين (للمحافظات والمراكز) بسعة استيعابية تصل إلى ٦٥٠ مركبة، موزعة على خمس ساحات انتظار، ويحتوي المجمع على مناطق خدمية متكاملة تغطي مساحة ٤٢٠٠ متر، تشمل مسجدين للرجال والسيدات، نقطة أمنية، مكتب بريد، عيادة صحية، غرفة ATM، محلات تجارية وأكشاك، بالإضافة إلى نفق مشاه يربط بين جانبي الموقف، وخزان مياه أرضي بسعة ٦٠ مترًا مكعبًا، وسور خارجي بطول ١٢٠٠ متر، مع بوابات إلكترونية لدخول وخروج الأفراد والسيارات.
وأضاف المحافظ أن أعمال الكهرباء والإنارة وتركيب الإنترلوك تقترب من الانتهاء، بجانب رفع مخلفات البناء لتسليم المشروع رسميًا، مؤكدًا أن المشروع يهدف إلى تعزيز السيولة المرورية وتوفير بيئة حضارية للتنقل داخل المحافظة، مشيرًا إلى أن الهدف هو راحة المواطن وتسهيل حركة السفر دون الحاجة للتوغل داخل الكتلة السكنية.
وأوضح المحافظ أن اختيار موقع المشروع جاء بعد دراسة جدوى شاملة، تأخذ في اعتبارها التوسع المستقبلي وتفادي سلبيات المواقف القديمة، مشيرًا إلى أن هناك دراسة جارية لاستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل الإنارة والمرافق الخدمية من خلال تثبيت الألواح الشمسية على المظلات المخصصة لانتظار السيارات.
من جانبه، أوضح بلال حبش، نائب المحافظ، أن المشروع سيساهم في حل أزمة قديمة ناتجة عن تمركز موقف محيى الدين داخل المدينة لأكثر من عقدين، وقدرته الاستيعابية المحدودة، حيث قال: «الموقف الجديد سيسمح بتقسيم حركة النقل لقطاعات شمال وجنوب، وسيستوعب الأتوبيسات الكبيرة التي لم يكن لها مكان مناسب داخل الموقف القديم»
وأشار نائب المحافظ إلى أن لجنة من رئاسة مجلس الوزراء تتابع بشكل مستمر مراحل تنفيذ المشروع، الذي يُعتبر من أولويات خطة التطوير الحضري بالمحافظة، وعلى صعيد متصل، أوضح اللواء سامي علام، السكرتير العام المساعد، أنه تم طرح مزايدة علنية لاستغلال المحلات التجارية داخل المجمع الجديد، وفق الإجراءات القانونية المنظمة، لتوفير خدمات متكاملة لرواد الموقف.
وقال بلال حبش إن موقف محيى الدين، الذي أُنشئ قبل نحو ٢٠ عامًا على أطراف المدينة، تحول مع التوسع العمراني إلى نقطة اختناق مروري، خاصة في فصل الشتاء وساعات الذروة، مضيفًا: «الموقف كان يضم المئات من المركبات، وتسبب في عشوائية وتكدسات، وكان لابد من نقله خارج الكتلة السكنية لحل الأزمة من جذورها»
وثمن النائب محمد علي عبدالفضيل، عضو مجلس الشيوخ، جهود الدولة في دعم البنية التحتية للمحافظة، قائلًا: «المشروع يُضاف إلى سلسلة من المشروعات التنموية مثل كورنيش النيل، وواحة ميدوم، والميناء الجاف، وسوق الدهشوري الحضارية، وغيرها من المشروعات التي تغير وجه بنى سويف»
وأكد ياسر التوني، أمين صندوق نادي بنى سويف، أن الموقع الجديد يمثل خطوة ذكية لتخفيف الضغط عن وسط المدينة، خاصة مع تزايد أعداد السكان وحركة التنقل بين الشرق والغرب، حيث إن نقل الموقف من محيى الدين سيعيد الحياة المنظمة للمنطقة التي تحولت إلى بؤرة للمخالفات والزحام، مشيرًا إلى أن المشروع هو «قبلة الحياة» لوسط المدينة.
وأكد النائب أحمد محسن مبارك، عضو مجلس الشيوخ، أن المشروع يتكامل مع رؤية شاملة تنفذها الدولة، ويعيد تنظيم أحد أكثر الملفات تعقيدًا، وهو ملف النقل الجماعي داخل المدن، حيث يسهم المشروع في خلق فرص استثمارية جديدة بعيدًا عن الكتلة السكنية، ويؤكد جدية الدولة في تنفيذ مشروعات خدمية سريعة وفعالة ضمن رؤية الجمهورية الجديدة.