مصر تحقق إنجازًا طبيًا: اعتماد أول جهاز تنفس صناعي محلي الصنع ‘EZVent’ بالتعاون مع طب قصر العيني

أعلنت جامعة القاهرة أنها، استنادًا إلى رؤيتها واستراتيجيتها التي تركز على التكامل بين التخصصات، وفي إطار دورها الرائد في دعم الصناعة الطبية الحيوية تحت رعاية د.محمد سامي عبدالصادق رئيس الجامعة، قامت كلية الهندسة بالمشاركة من خلال معمل معايرة الأجهزة الطبية التابع لها، بالتعاون مع كلية طب قصر العيني، بتطوير وتقييم واعتماد أول جهاز تنفس صناعي محلي الصنع في مصر «EZVent».
وذكر الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، أن معمل معايرة الأجهزة الطبية التابع للكلية قد قاد فريقًا من المهندسين المتخصصين في رحلة فنية وعلمية دقيقة استمرت لأكثر من أربع سنوات، حيث خضعت خلالها آلاف النماذج والاختبارات الدقيقة لمعايير السلامة والأداء والكفاءة وفقًا للمواصفات الدولية، مضيفًا أن تلك الرحلة تضمنت اختبارات معقدة لأنظمة الجهاز الحيوية، مثل كمية الهواء التي يتم توصيلها في كل نفس، وتركيز الأكسجين، نسبة الشهيق إلى الزفير، واستجابة أنظمة الإنذار، بالإضافة إلى معدل التنفس، وضغط مجرى الهواء، إلى جانب اختبار الأمان الكهربي للجهاز، وهي خطوات مهمة لضمان سلامة المرضى والمشغلين.
وأكد رئيس جامعة القاهرة أن مساهمة كلية الهندسة في تهيئة أول جهاز تنفس صناعي محلي معتمد تمثل نموذجًا مشرفًا للتكامل بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي في أحد أهم القطاعات الحيوية، وهو قطاع الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز الوطني يؤكد قدرة العقول المصرية على الابتكار والتصنيع، ويعزز مكانة جامعة القاهرة كمؤسسة رائدة في دعم الصناعة الوطنية والسير نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في التقنيات الطبية الحيوية.
من جانبه، أوضح الدكتور حسام عبدالفتاح عميد كلية الهندسة أن هذه الجهود جاءت تحت مظلة بروتوكول علمي مشترك بين كلية الهندسة وهيئة الدواء المصرية، حيث تُوّجت بالموافقة الرسمية على إجراء التجارب الإكلينيكية ومنح ترخيص التسويق التجاري للجهاز المصري «EZVent»، مما يمثل نقلة نوعية نحو الاكتفاء الذاتي في تصنيع الأجهزة الطبية.
وأكد الدور الحيوي والمهم لمعمل معايرة الأجهزة الطبية بالكلية في تحويل نموذج أولي إلى منتج طبي آمن وفعّال، بعد رحلة طويلة من الاختبارات والتقييمات وفق أعلى المعايير الدولية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع الوطني لم يكن مجرد تعاون تقني، بل كان رسالة واضحة بأن مؤسساتنا الأكاديمية قادرة على المساهمة بفعالية في التصنيع المحلي والاعتماد على الذات، والتطلع إلى أن يكون نواةً لمزيد من الابتكارات التي تخدم صحة الإنسان وتعزز مكانة الصناعة المصرية في المجال الطبي.
كما أوضح الدكتور شريف حمدي الجوهري مدير معمل معايرة الأجهزة الطبية بكلية الهندسة أن فريق العمل واجه تحديًا كبيرًا تمثل في تحويل فكرة إلى واقع، ونموذج أولي إلى جهاز تنفس صناعي متكامل يلبي أعلى معايير الكفاءة والسلامة على مدار أربع سنوات، حيث تم خلالهم إجراء آلاف الاختبارات الدقيقة، وتوثيق النتائج، وتحسين الأداء بشكل منهجي، مؤكدًا أن هذه الجهود ساهمت في حصول الجهاز على الترخيص الرسمي من هيئة الدواء المصرية، وهو ما يعكس قدرة المؤسسات الأكاديمية على صناعة الفارق في المجال الطبي.