
أوضح الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن الدولة المصرية حققت نجاحًا كبيرًا في إنشاء نظام علاجي شامل استطاع إنقاذ حياة آلاف المرضى، وأشار إلى أن هذه التجربة نالت إشادة دولية وتحقق معايير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنظمة الصحة العالمية.
وخلال حديثه مع الإعلامي مصطفى بكري في برنامج «حقائق وأسرار» على قناة «صدى البلد»، ذكر عثمان أن مركز «العزيمة» لعلاج الإدمان في محافظة قنا استقبل منذ بدء تشغيله التجريبي في نوفمبر 2021 حوالي 12 ألف مريض حصلوا على خدمات علاج وإقامة مجانية بالكامل، مما يضيف إلى نحو 170 ألف شخص يترددون سنويًا على مراكز الصندوق في مختلف المحافظات.
وأشار مدير الصندوق إلى أن مصر تُعتبر من الدول القليلة التي تقدم علاج الإدمان بجودة عالمية وبدون تكلفة، مؤكدًا أن العديد من الدول ترغب في الاطلاع على هذه التجربة الناجحة التي تجمع بين العلاج الطبي والتأهيل النفسي والاجتماعي والرياضي والاقتصادي، مما يقلل من نسب الانتكاسة ويزيد من معدلات التعافي.
وكشف عمرو عثمان أن بعض المراكز أُنشئت بمساعدة متعافين من الإدمان بعد تدريبهم على مهارات يحتاجها سوق العمل، مما يعزز تمكينهم الاقتصادي ويحولهم إلى «سفراء أمل» يشجعون الآخرين على طلب العلاج.
كما أشار إلى أن صندوق مكافحة الإدمان يعمل حاليًا على توسيع الطاقة الاستيعابية وتطوير برامج التدريب المهني، معتبرًا أن مواجهة الإدمان لا تقل خطورة عن مكافحة الإرهاب، وأن توفير العلاج المجاني والسرّي هو حق إنساني تسعى الدولة لتحقيقه رغم التحديات الاقتصادية.
وختم عثمان بالتأكيد على أن الثقة التي بناها الصندوق مع المرضى وأسرهم هي السبب وراء الإقبال المتزايد، داعيًا وسائل الإعلام لدعم رسالة الوقاية والعلاج لإنقاذ المزيد من الشباب وإعادة دمجهم في المجتمع من جديد.