السياح يوثقون لحظاتهم المميزة في الغردقة عبر كاميرات هواتفهم خلال جولات الـ«سيتي تورز»

السياح يوثقون لحظاتهم المميزة في الغردقة عبر كاميرات هواتفهم خلال جولات الـ«سيتي تورز»

تعد جولات «سيتي تورز» في الغردقة التي تنظمها شركات السياحة تجربة فريدة للسائحين، حيث لا تقتصر على التنقل بين المعالم السياحية بل أصبحت تجربة تفاعلية يسجلها الزوار بكاميرات هواتفهم لتبقى ذكرى حية لديهم، وتنقل سحر المدينة إلى مختلف أنحاء العالم بلقطة واحدة دون الحاجة لترجمة.

تحولت هذه الجولات إلى مشاهد بصرية غنية، يوثقها السائحون لحظة بلحظة، مما يعكس إعجابهم بالطابع العمراني والتنوع الثقافي والسياحي للمدينة، ورغبتهم في الاحتفاظ بصور وفيديوهات تعكس تجربتهم السياحية.

من قلب الممشى السياحي وشارع الشيراتون إلى الميناء ومسجد الميناء الكبير وكنيسة الدهار وأسواق السقالة، نرى الهواتف المحمولة ترتفع في يد كل سائح تقريبًا، تلتقط الصور أو تسجل مقاطع فيديو قصيرة تُشارك لاحقًا على منصات التواصل الاجتماعي، لتظهر مشاهد من الغردقة في مختلف بلدان العالم.

تتنوع اللقطات التي يسجلها السائحون بين المعالم التراثية والزينة الملونة في الشوارع والأسواق الشعبية والمطاعم الشرقية، بالإضافة إلى واجهات المساجد والكنائس، ومشاهد الحياة اليومية التي تعكس روح المدينة وكرم أهلها، وغالبًا ما ترافق التصوير تعليقات صوتية حماسية بلغات متعددة، مما يجعل الجولة تجربة حية وواقعية للسفر.

قال بدوي عبدالكريم، مرشد سياحي بالغردقة، إن السائحين اليوم لا يكتفون بالاستمتاع بالجولات بل يسجلون كل شيء بكاميرا الهاتف، ويطلبون التوقف في نقاط محددة للتصوير، مثل الخلفيات البحرية والجداريات الملونة والأسواق المفتوحة، وبعضهم يأتي مزودًا بمعدات تصوير متقدمة رغم بساطة الجولة.

وأضاف عبدالكريم أن هذه الظاهرة تمثل ترويجًا طبيعيًا وفعّالًا للمدينة دون أي تكلفة، حيث تنقل الصور والفيديوهات انطباعات إيجابية من الزائر مباشرة إلى دائرة أصدقائه ومتابعيه، مشيرًا إلى أن بعض السياح يختارون الجولة بناءً على مواقع التصوير المتاحة، خاصة من فئة المدونين والمؤثرين.

وأكد محمود عرفة، مدير التسويق بإحدى الشركات السياحية، أن الطلب على جولات «سيتي تورز» ارتفع بشكل ملحوظ مؤخرًا، ليس فقط بسبب محتواها الثقافي، بل لأنها توفر فرصًا مميزة للتصوير الحر بعيدًا عن الأماكن المغلقة، وسط تنوع في المشاهد وتفاعل مباشر مع البيئة المحلية، وتسعى شركات السياحة إلى دمج محطات تصوير مميزة ضمن برامج الجولة تشمل خلفيات بانورامية على البحر وزوايا معمارية فريدة، وحتى محلات الحرف اليدوية، كما بدأت بعض الفنادق التعاون مع مرشدين محترفين لتقديم «جولة مصورة» تشمل خدمات التوثيق الرقمي والاحتفاظ بالألبوم بعد العودة.

كما لاحظت الجهات المنظمة لجولات «سيتي تورز» أن العديد من السائحين بدأوا يستخدمون التطبيقات الفورية لتحرير الصور والفيديوهات خلال الجولة، ويشاركونها مباشرة على حساباتهم عبر إنستغرام وتيك توك وفيسبوك، مستخدمين وسومًا مثل #Hurghada و#CityTourEgypt، مما يمنح المدينة انتشارًا واسعًا عالميًا في زمن قياسي.

استجابة لهذا التوجه، بدأت بعض الشركات السياحية في توفير «نقاط تصوير ذكية» داخل مسارات الجولات، مزودة بلافتات تحمل رموز QR تُعرّف الزائر بالمكان وتاريخه وتساعده على اختيار أفضل زاوية للتصوير، كما أصبح المرشدون السياحيون يتعاونون مع السائحين كمصورين مساعدين، يلتقطون لهم صورًا احترافية ويقدمون نصائح حول الإضاءة وتكوين الصورة.

تشير التقديرات إلى أن المحتوى الرقمي الناتج عن هذه الجولات أصبح أحد أهم أدوات الدعاية المجانية والترويج السياحي المستدام للغردقة، مما يدفع المطورين السياحيين للتفكير في دمج التكنولوجيا الذكية بشكل أوسع ضمن أنشطة «السيتي تورز»، وتحويلها إلى تجارب رقمية متكاملة تعيش في ذاكرة الزائر وذاكرة الإنترنت في آنٍ واحد.