
بدأت بعض القرى السياحية الكبرى في مدينة الغردقة بإحياء فن التخت الشرقي الأصيل داخل مطاعمها الرئيسية والمفتوحة، وذلك بهدف إضافة طابع ثقافي وفني راقٍ لتجربة السائح، وخلق تواصل إنساني بين الضيوف والموروث الموسيقي الشرقي، وسط أجواء مستوحاة من روح «الزمن الجميل» وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الفنادق للتجديد والابتكار في الخدمات الترفيهية بعيدًا عن التقليد الغربي الكامل، مع التركيز على الطابع المحلي والترويج للهوية الفنية المصرية، وهو ما يدعمه أيضًا عدد من مسؤولي السياحة بالبحر الأحمر باعتباره «منتجًا ثقافيًا» قابلًا للتطوير والتوسع.
وأكد محمد رشاد، أحد فناني ومطربي التخت العربي الذين يحيون هذه الحفلات الفنية بإحدى القرى السياحية بمنطقة سهل حشيش، أن الفكرة تعتمد على تقديم فقرات موسيقية حية لفرقة تخت عربي تضم عازفين على العود والقانون والكمان والناي والرق، يتناوبون على أداء المقطوعات الكلاسيكية الشهيرة لكبار الملحنين والمطربين، مثل أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، وغيرها من تراث الطرب العربي، بينما يتناول السياح وجباتهم وأطعمتهم في أجواء ساحرة تعكس الهوية الثقافية الشرقية لمصر، مما يحول العشاء إلى تجربة متكاملة لا تقتصر على الطعام فقط، بل تتجاوز ذلك إلى التذوق الموسيقي، وفتح نوافذ جديدة أمام السياح لاكتشاف جانب آخر من الشخصية المصرية.
وقال محمد عبدالصبور، مدير أحد الفنادق بالغردقة، إن هذه الفكرة لاقت رواجًا كبيرًا بين السياح الأجانب، خاصة القادمين من أوروبا الشرقية وألمانيا وروسيا، الذين أبدوا إعجابًا واضحًا بالتجربة المختلفة والموسيقى الهادئة، التي تضفي على الأمسية طابعًا فنياً وثقافياً مميزًا، مقارنة بالعروض الغربية الصاخبة المعتادة، وإن تجربة «التخت الشرقي» جاءت استجابة لمطالب عدد من السياح بتجربة الموسيقى المصرية الأصيلة ضمن برامج الترفيه، مشيرًا إلى أن إدخال هذه الفقرة ضمن عروض العشاء الليلي عزز من رضا النزلاء وتقييماتهم الإيجابية عبر المنصات السياحية الدولية.
وأشار محمد علي، منسق الفقرات الفنية بأحد الفنادق، إلى أن فرق التخت العربي تضم موسيقيين محترفين من خريجي معاهد الموسيقى العربية، يتدربون على تقديم توليفة من الأغاني التراثية بشكل راقٍ وجذاب دون إزعاج، مؤكدًا أن السياح يطلبون تصوير العروض ونشرها على حساباتهم، وهو ما يسهم في الترويج للثقافة المصرية بشكل غير مباشر، حيث تُعد هذه التجربة جزءًا من رؤية أوسع لتعزيز السياحة الثقافية والفنية داخل المنتجعات المصرية.