
كشفت مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية، استنادًا إلى مصادر داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن كبار مساعديه بدأوا في وضع خطط لمعاقبة روسيا بسبب ما وصفوه بـ”تباطؤ موسكو المتعمد” في تحقيق تقدم حقيقي على مسار السلام في أوكرانيا، ويُعتبر هذا التحول ملحوظًا في موقف الرئيس الأمريكي تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ووفقًا لما أفاد به المسؤولون للمجلة، فإن ترامب الذي أظهر دعمًا لبوتين في فترات سابقة، فاجأ الأوساط السياسية بتصريحات شكك خلالها في نية روسيا إنهاء الحرب المستمرة منذ عام 2022، مشيرًا إلى إمكانية فرض عقوبات أمريكية جديدة على موسكو، وذلك بعد ساعات فقط من حديثه عن “بوادر انفراجة” وارتياحه النسبي تجاه مسار المفاوضات الجارية.
أشارت المجلة إلى أن فريق ترامب في البيت الأبيض لا يمتلك تصورًا دقيقًا حول ما إذا كان الرئيس سيقوم فعليًا بتلك الخطوة، خاصة أن قراراته غالبًا ما تتسم بالمفاجأة وعدم الاتساق، ومع ذلك بدأ بعض مستشاريه بالفعل التشاور مع وزارة الخزانة الأمريكية حول خيارات العقوبات المحتملة.
وتحدث المسؤولون عن وجود تيار داخل الإدارة يقوده كل من وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز، حيث يدفع هذا التيار نحو اتباع نهج أكثر حزمًا في التعامل مع روسيا بشكل خفي، وأكدوا أن ترامب خلال الشهور الماضية وافق على إبرام صفقات تتعلق بالطاقة والمعادن مع بوتين، مما يجعل الانعطافة الحالية ملفتة وغير متوقعة.
وفي تصريحات للمجلة، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس ترامب لا يتردد في الوقوف “في وجه بوتين أو أي شخص آخر”، معتبرة أن “قوة الرئيس أدت إلى اقتراب هذه الحرب من نهايتها عبر المفاوضات”، حسب تعبيرها.
ورغم ذلك لم تغفل المجلة الإشارة إلى تاريخ ترامب الحافل بتجنب المواجهة مع بوتين، إذ تبنى خلال سنوات حكمه رواية الكرملين حول العديد من الملفات بما في ذلك إلقاء اللوم على أوكرانيا في اندلاع الحرب، فضلًا عن تشكيكه في تقارير أجهزة الاستخبارات الأمريكية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 والتي لطالما نفى بوتين مسؤولية بلاده عنها.
تعليقات