إطلاق برنامج رائد لرصد أسماك القرش في البحر الأحمر باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية

إطلاق برنامج رائد لرصد أسماك القرش في البحر الأحمر باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية

أطلقت محميات البحر الأحمر بالتعاون مع جمعية المحافظة على البيئة وعدد من الشركاء المحليين والدوليين برنامجًا متقدمًا لرصد وتتبع أسماك القرش في مياه البحر الأحمر، حيث تم وضع أجهزة تتبع متصلة بالأقمار الصناعية على مجموعة من أنواع الأسماك بعد الحصول على موافقة الجهات المختصة، وذلك ضمن فعاليات «أسبوع أسماك القرش»، من خلال إدارة تشاركية مع عدد من باحثي البيئة بالمحميات الطبيعية بالبحر الأحمر والإدارة المركزية للتنوع البيولوجي بوزارة البيئة.

يهدف البرنامج إلى استئناف الجهود الوطنية لرصد سلوكيات أسماك القرش وتحليل تحركاتها وتوزيعها الجغرافي عبر تركيب أجهزة التتبع والرصد على ظهور أسماك القرش، مما يعزز من حماية هذا النوع البيولوجي الهام ويساهم في الحفاظ على توازن النظم البيئية البحرية الفريدة في المنطقة، ويحد من هجمات أسماك القرش على البشر، ويأتي هذا المشروع في وقت يشهد فيه الإقبال المتزايد من السائحين ومحترفي الغوص على السواحل المصرية، مما يستلزم المزيد من الإجراءات الوقائية والإدارية لتحقيق التوازن بين النشاط السياحي والحفاظ على الكائنات البحرية والبيئة الطبيعية.

– صورة أرشيفية.

ينفذ البرنامج فريق مصري متخصص يضم باحثين منهم الدكتور محمود حنفي المستشار العلمي لمحافظة البحر الأحمر والدكتور تامر كمال رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجي بوزارة البيئة والدكتور أحمد غلاب مدير عام محميات البحر الأحمر، بالإضافة إلى عدد من باحثي وزارة البيئة ومحميات البحر الأحمر وهيبكا، مع مشاركة ميدانية من البروفيسور الفرنسي إيريك كلوى، أحد أبرز علماء البيئة السلوكية البحرية على مستوى العالم، والذي يمتلك خبرات طويلة في رصد وتفسير سلوك أسماك القرش في البيئات البحرية الحساسة، ويشمل البرنامج شواطئ البحر الأحمر وجزر الأخوين والفستون ومناطق تواجد أسماك القرش بمناطق الغوص جنوب البحر الأحمر.

وأكد الدكتور محمود حنفي في تصريحات خاصة للمصري اليوم أن البرنامج سيتم تنفيذه على طول شواطئ البحر الأحمر وشواطئ الجزر البحرية لمدة 6 أيام، حيث سيتم تركيب أجهزة الرصد والتتبع على ثلاثة أنواع من أسماك القرش، من خلال صيدها وإعادتها مرة أخرى للمياه بعد تركيب الجهاز بهدف جمع بيانات تفصيلية ودقيقة حول عدد من أنواع أسماك القرش التي تعيش في البحر الأحمر، مع تحليل أنماط الهجرة وسلوك التغذية وتغيرات الحركة الموسمية، والتفاعل مع الأنشطة البشرية، بهدف صياغة استراتيجيات مستدامة لإدارة موارد البيئة البحرية وحماية التنوع البيولوجي.

يستهدف البرنامج ثلاثة أنواع من قروش البحر الأحمر لوضعها تحت المراقبة والرصد بالأقمار الصناعية، وهي الأنواع الأكثر خطورة وتهديدًا للبشر، ومن المقرر دراسة وتتبع حركة ثلاثة أنواع من القروش وهي «تايجر- ماكو- أوشينك»، حيث إن جميع الهجمات المسجلة السابقة على البشر في مصر كانت وراءها هذه الأنواع الثلاثة، الأشرس في البحر الأحمر، وتعتبر هذه الأجهزة متصلة بالأقمار الصناعية لتقديم معلومات دقيقة عن كل حركة وسلوكيات الأسماك المستهدفة، ويتم تثبيت الأجهزة بها ثم إطلاقها في البحر مرة أخرى، مع تدريب الباحثين المتخصصين من محميات البحر الأحمر الذين سينفذون البرنامج.

– صورة أرشيفية.

أضاف حنفي في تصريحات خاصة بإقرأ نيوز أن البرنامج يتضمن تنفيذ تدريبات عملية ميدانية لفريق من الباحثين المصريين الشباب، بهدف بناء قدراتهم العلمية والعملية في استخدام أجهزة الرصد الحديثة في تتبع أسماك القرش وتطوير مهاراتهم في تحليل وتفسير البيانات البيئية، خاصة فيما يتعلق بالكائنات البحرية الكبرى مثل أسماك القرش.

وأوضح حنفي أن هذا البرنامج يعكس التزام مصر بتطبيق أفضل الممارسات البيئية المعتمدة عالميًا، في ظل التحديات البيئية التي تواجه الشعاب المرجانية والكائنات البحرية في البحر الأحمر، وأن البيانات التي سيتم جمعها ستُستخدم لوضع خرائط دقيقة للمناطق الحيوية لأسماك القرش، وتحديد أهم موائلها الطبيعية، مما يدعم خطط الحماية الفعالة على المدى الطويل، ويعزز السياحة المسؤولة من خلال الحفاظ على النظم البيئية وتطبيق أدوات الرصد والمراقبة البيئية المتقدمة، بغرض التعرف على سلوكيات الأنواع المستهدفة وأسباب تغير تلك السلوكيات على مدار الفصول المختلفة، وتقييم حالة أعداد وتنوع أحجام أسماك القرش، بالإضافة إلى تحديد معامل الخطورة والإجراءات الاحترازية المطلوبة خلال هذه الفترة من العام، فضلاً عن تحديد الجنس والفحص الظاهري للقروش.

– صورة أرشيفية.

تابع حنفي أن هذه الإجراءات تهدف إلى جعل الغوص أكثر أمانًا مع أسماك القرش، وتجنب ظهور القروش بالقرب من شواطئ القرى السياحية، بجانب استمرار التوعية بتجنب أي ممارسات قد تجتذب أسماك القرش أو أي أسماك أخرى قد تعرض حياة ممارسي الغوص و«السنوركلينج» للخطر، وأن هذه الخطوة بتركيب أجهزة تتبع لأسماك القرش ستجعل الغوص أكثر أمانًا مع أسماك القرش وتجنب ظهور القروش بالقرب من شواطئ القرى السياحية، مع استمرار التوعية بتجنب أية ممارسات قد تؤدي لتعريض حياة ممارسي الغوص و«السنوركلينج» للخطر.