
احتفلت عدة محافظات بعيد الشهيد مار مينا العجايبى، حيث شهدت فعاليات متنوعة شملت قداسات وزفات روحية، ففي دير مار مينا العجايبى بالإسكندرية، ترأس الأنبا كيرلس آفا مينا، أسقف ورئيس الدير، قداس عيد تكريس كنيسة القديس مار مينا بمنطقة أبو مينا الأثرية، بحضور مكثف من الرهبان والشعب.
وخلال الصلاة، قام الرهبان بزفة روحية وهم يحملون رفات القديس مار مينا، حيث طيّبوا رفاته بالعطور والزيوت المقدسة والأعشاب، بمشاركة الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والأنبا ثيؤدوسيوس، أسقف وسط الجيزة، والأنبا مينا، أسقف برج العرب والعامرية، بالإضافة إلى القمص تداوس آفا مينا ورهبان الدير والشعب القبطي.
كما أحيَت الكنيسة القبطية ذكرى تسلم رفات القديس مار مرقس الرسول، كاروز الديار المصرية، في دير مار مينا العجايبى بالكينج مريوط صباح أمس، تزامنًا مع ذكرى تكريس كنيسة الشهيد العظيم مار مينا العجايبى، بحضور عدد من الأساقفة ورهبان الدير وشعب الكنيسة.
ووفقًا لبيان صادر، فقد شهد يوم ٢ يونيو ١٩٦٨ تسلّم الوفد الرسمي المرسل من قبل البابا كيرلس السادس رفات القديس مار مرقس الرسول، كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول للكنيسة المرقسية، من يد البابا بولس السادس، بابا روما، في القصر البابوي بمدينة الفاتيكان، حيث كان الوفد يتكون من عشرة من المطارنة والأساقفة، بينهم سبعة من الأقباط وثلاثة من المطارنة الإثيوبيين، بالإضافة إلى ثلاثة من الأراخنة.
وفي محافظة المنيا، احتفل الأقباط بعيد تكريس كنيسة القديس مار مينا العجايبى في عدد من قرى مركزى أبو قرقاص وملوى، حيث أحيى الأقباط ما يُعرف محليًا بـ«موسم العجايبى»، في أجواء شعبية وفلكلورية مميزة، وسط إجراءات أمنية مشددة لضمان سلامة المشاركين، حيث انطلقت الفعاليات بمسيرة احتفالية جابت شوارع القرى، شارك فيها المئات من أبناء المنطقة من شباب وأطفال، يتقدمهم عدد من القساوسة حاملين صور الشهيد مار مينا والصلبان، كما ارتدى أحد الشباب زيًا مشابهًا لملابس القديس مار مينا وركب حصانًا يتبعه موكب من الأطفال، وسط أجواء طقسية ومدائح دينية تمجد سيرة الشهيد، وشهدت قرى أبو قرقاص البلد، ودير البرشا، والبياضية مشاركة آلاف المواطنين في الزفة، لا سيما أن المنطقة تضم ديرًا أثريًا يُنسب إلى القديس مار مينا العجايبى، ويُعتبر مقصدًا روحيًا للعديد من الزائرين من مختلف الأنحاء.
وقال القس يوساب عزت، أستاذ القانون الكنسى بالكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية، إن القديس مار مينا يُعتبر من أشهر شهداء الكنيسة المصرية، وقد وردت سيرته في كتاب «السنكسار الكنسى»، المرجع الرسمي للكنيسة القبطية، حيث يُروى أن اسمه الكامل هو مينا أودكسيس، الملقب بـ«الأمين المبارك»، وكان والده واليًا، وقد عُرف منذ طفولته بتقواه، وبعد وفاة والديه، كرّس حياته للعبادة والصلاة.
وخلال فترة اضطهاد المسيحيين في عهد الإمبراطور دقلديانوس، ترك مينا منصبه كضابط في الجندية، واعتكف في البرية، ثم عاد إلى مدينته معترفًا بإيمانه، مما أدى إلى استشهاده، وتحيى الكنيسة المصرية ذكراه سنويًا تكريمًا لما قدّمه من تضحيات وإيمان راسخ.