احتفلت مشيخة الطرق الصوفية، مساء اليوم، بمناسبة بداية العام الهجري الجديد 1447هـ، حيث شهدت المناسبة حضور عدد من كبار العلماء والقيادات الدينية والدعوية، في مقدمتهم الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف الذي حضر نيابة عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بالإضافة إلى الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف والدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الأعلى للطرق، ومحمود الشريف نقيب الأشراف.
كما كان بين الحضور الدكتور محمد وسام ممثلًا للدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق، إلى جانب مجموعة من قيادات وزارتي الداخلية والأوقاف ودار الإفتاء المصرية.
افتتح الحفل بتلاوة قرآنية للقارئ الشيخ طه النعماني من سورة التوبة، مما أضفى أجواءً روحانية على الاحتفال.
ثم ألقى الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، كلمة تناول فيها معاني الهجرة النبوية، مشيرًا إلى أنها هجرة «مبنى ومعنى»، موضحًا كيف شكلت نقطة تحول في تاريخ الأمة الإسلامية، بما تحمله من دروس في الصبر والثبات والتخطيط، مؤكدًا على ضرورة استلهام القيم العظيمة من هذا الحدث الجليل.
تلاه في الكلمة الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، الذي أكد أن ذكرى الهجرة ستظل خالدة بفضل القرآن الكريم الذي وثّقها، مشيرًا إلى أن هذه الذكرى العطرة تأتي في وقت تحتاج فيه الأمة إلى التكاتف والتراحم، كما احتاج المسلمون إلى التآزر في وقت الهجرة، والتي كانت بداية لتأسيس دولة قائمة على القيم والعدل والتسامح.
وتحدث هاشم عن وثيقة المدينة التي أرست أسس التعايش بين المسلمين وغيرهم، واصفًا إياها بأول وثيقة لحقوق الإنسان في التاريخ، كما حث في ختام كلمته على ضرورة وحدة الصف لمواجهة التحديات الراهنة، معتبرًا أن اختيار المسلمين للهجرة كتأريخ إسلامي كان لأنه فرّق بين الحق والباطل.
واختُتم الحفل بوصلة إنشاد وابتهالات قدمها المبتهل الشيخ عبدالرحمن الأسواني، بإبتهالي «جاء المحرم بالهدى وضياء» و«أنت فينا»، والتي تفاعل معها الحاضرون من الطرق والمحبين، في أجواء من الخشوع والتضرع والتجلي الروحي الذي يعكس ارتباط المصريين بهذه المناسبة المباركة.