أهالي ضحايا حادث المنوفية يتسلمون ذكريات مؤلمة: مصاحف، أحذية، وفتات طعام

أهالي ضحايا حادث المنوفية يتسلمون ذكريات مؤلمة: مصاحف، أحذية، وفتات طعام

على أرصفة مستشفيات «أشمون، قويسنا، والباجور» كان الفقد يحيط بالمكان في صمت، لم تعكر صفوه سوى صرخات ذوي ضحايا حادث الطريق الإقليمي، الذين جاءوا لاستلام آخر ما تبقى من متعلقات أحبائهم الذين غادروا فجأة.

حمل بعضهم مصاحف صغيرة في جيوبهم قبل أن ينطلقوا إلى يوم عمل عادي، لكنها لم تُفتح مرة أخرى، ووجدت شنط يد ملقاة بجوار عبوات المياه، وعلب طعام مغلقة لم تُفتح، وأحذية مفردة فقدت شريكها وسط مشهد التصادم الكبير، كل هذه الأشياء تحولت إلى شواهد على حكايات انقطعت دون سابق إنذار.

تدخلت فرق من الإدارات الصحية والأمنية لجمع المتعلقات من موقع الحادث، ونقلتها في صناديق إلى ثلاجات المستشفيات، حيث تسلمها ذوو الضحايا في صمت، بعضهم تمسك بحذاء طفل لم يعد، بينما انخرطت أمهات في البكاء بعد رؤيتهن طرحة أو عباءة اختفت صاحبتها إلى الأبد.

في مستشفى أشمون العام، وقفت أم أمام كيس بلاستيكي شفاف يحتوي على ما تبقى من ابنتها، قميص بسيط ومصحف وجزء من رغيف خبز لا يزال ساخنًا رغم مرور ساعات على الحادث، رفضت أن تتركه وتمسكت به بشغف.

أما في قويسنا، انحنى شقيق أحد الضحايا أمام طاولة المتعلقات، فتح الشنطة الجلدية وأخرج منها كيسًا بلاستيكيًا يحتوي على شطيرة ملفوفة ومصحف بحجم كف اليد، شم الشطيرة ثم أغلق الكيس ووقف، قائلاً: «كانت خارجة على أمل الإفطار أول ما توصل الشغل، ودعتني وأنا أوصلها، وقالت لي هنرجع نتغدى سوا، لكنها لم تعد».

كان المشهد مأساويًا، فكل قطعة بدت وكأنها تحكي لحظة من حياة انتهت دون وداع، وأكد مسؤول بمستشفى قويسنا أن جميع المتعلقات تم فرزها وتسليمها بشكل رسمي لذوي الضحايا بحضور مندوب من الشرطة ومحضر تسليم موثق.