كفر السنابسة: بيوتٌ تحولت إلى سرادق عزاء في حداد مفتوح على فقدان الأبناء

كفر السنابسة: بيوتٌ تحولت إلى سرادق عزاء في حداد مفتوح على فقدان الأبناء

لم تكن كفر السنابسة، القرية الهادئة التابعة لمركز منوف في محافظة المنوفية، تتوقع أن يحمل صباح الجمعة واحدة من أشد المآسي في تاريخها القريب.

أُغلقت أبواب عشرات المنازل، وانطفأت أحلام شباب وفتيات خرجوا بحثًا عن لقمة العيش، ولم يعودوا، على الطريق الإقليمي الذي يمر بالقرية، اصطدمت سيارة نقل ثقيل بميكروباص كان يقل نحو 22 من أبناء القرية، مما أسفر عن وفاة 19 شخصًا وإصابة 3 آخرين، في كارثة تُعتبر الأفظع على هذا الطريق خلال الأشهر الأخيرة.

في مدخل القرية، خيم الصمت وكأن الحياة توقفت، يقول الحاج عبدالقوي، أحد أهالي الضحايا: إن “الساعة كانت تقترب من التاسعة صباحًا حين سمع خبر الحادث، كل يوم البنات بيركبوا الميكروباص، من أول البلد ويروحوا يشوفوا أكل عيشهم ويساعدوا أسرهم.. المرة دي كان الموت هو اللي مستنيهم”

وسط الحزن، يقول حسام الخولي: “العزاء والحزن في كل بيت، كلهم كانوا طالعين يشتغلوا، البنات استغلوا اليوم للرزق، لكن للأسف رجعوا ملفوفين في أكفان”

في مستشفيات أشمون وسرس الليان وقويسنا، كانت المشاهد مأساوية، الأهالي تجمهروا لاستلام الجثامين، فيما وضعت متعلقات الضحايا من مصاحف وأكياس طعام وأحذية في صناديق بجوار ثلاجات حفظ الموتى، لتيلم لذويهم.

ووجه محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبوليمون بنقل الجثامين بسيارات الإسعاف إلى القرية على نفقه الدولة، بينما تواجدت وزيرة التضامن د. مايا مرسي على خط الأزمة بتوجيه سريع لصرف التعويضات ومتابعة أوضاع المصابين.