
استيقظت محافظة المنوفية، صباح اليوم الجمعة، على وقع حادث مأساوي أمام قرية مؤنسة التابعة لمركز أشمون، حيث اصطدمت سيارة نقل «تريلا» بسيارة أجرة ميكروباص كانت تقل 18 فتاة في طريقهن إلى العمل، وفي الساعة السابعة صباحًا، فقدن حياتهن مع السائق.
هرعت قوات الشرطة والمرور إلى موقع الحادث بعد وقوعه مباشرة، وتم نقل الجثامين والمصابين إلى 4 مستشفيات في المحافظة، وهي «أشمون، قويسنا، الباجور، سرس الليان» بواسطة 10 سيارات إسعاف، وتمت إعادة تنظيم الحركة المرورية مع التحفظ على السيارة التريلا وبدء الإجراءات القانونية اللازمة، كما تم إخطار النيابة العامة للقيام بالتحقيقات.
وأظهرت التحقيقات أن جميع الضحايا من قرية تابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، بينما كان السائق من قرية طملاي، وكانت أعمار الفتيات أقل من 21 عامًا.
توافد الأهالي بالمئات إلى المستشفيات الأربعة للتعرف على ذويهم، وسط أجواء من الحزن العميق، حيث شهدت بعض المنازل أكثر من حالة وفاة، وبدأت سيارات الإسعاف في نقل الضحايا تباعًا بعد استصدار تصاريح الدفن.
تراوحت أعمار الضحايا بين 14 و22 عامًا، ومعظمهن كن يعملن في مصانع المنطقة الصناعية بالسادات، حيث كانت بعضهن المعيلات الوحيدات لأسرهن، بينما لم تكمل أخريات تعليمهن من أجل دعم أسرهن.
أسماء الضحايا في مستشفيات المنوفية جاءت كالتالي: في مستشفى قويسنا: «ميادة محي فتحي، هنا علام، مروة أشرف، آية زغلول، شيماء خليل»، والسائق أدهم محمد، وفي مستشفى الباجور: «شروق خالد، جنى يحيى، تقى محمد أحمد، هدير عبدالباسط، شيماء محمود محمد»، وفي مستشفى سرس الليان: «أسماء خالد، شيماء رمضان»، وفي مستشفى أشمون: «سمر خالد، ملك خليل، إسراء عبدالخالق، رويدا خالد، سارة محمد، ضحى همام».
ولتخفيف معاناة الأهالي وتسهيل التعرف على جثامين بناتهم، اتخذت هيئة الإسعاف بالمنوفية قرارًا إنسانيًا، تمثل في كتابة اسم كل فتاة متوفاة على سيارة الإسعاف التي تحمل جثمانها، مما ساعد الأسر على التعرف بسهولة على بناتهن وتحديد المقابر التي ستوارى فيها جثامينهن.
إلى جانب القبض على السائق، فتحت الجهات المعنية تحقيقًا موسعًا في ملابسات الحادث، بما في ذلك مراجعة سجل الحوادث على الطريق الإقليمي، والفحص الهندسي للشاحنة للتأكد من حالتها الفنية.
ونعى اللواء إبراهيم أبوليمون، محافظ المنوفية، ضحايا الحادث الأليم الذي وقع صباح اليوم الجمعة أمام قرية مؤنسة في مركز أشمون.