خبير: 64% من الحوادث ناتجة عن سلوكيات بشرية خاطئة

خبير: 64% من الحوادث ناتجة عن سلوكيات بشرية خاطئة

أوضح الدكتور حسن مهدي، أستاذ النقل والطرق في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، أن تكرار الحوادث في نفس النقطة الجغرافية على الطرق يعد دليلاً على وجود مشكلة هندسية أو فنية في تصميم الطريق أو تنفيذه، وهذا الأمر لم يحدث على الطريق الدائري الإقليمي.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«إقرأ نيوز»: «الطريق ليس هو السبب وراء الحادث، وغالباً ما يكون العنصر البشري هو المسبب الرئيسي وفقاً للإحصائيات»، مشيراً إلى أنه إذا كان الطريق هو السبب الرئيسي في الحوادث، فإن الكوارث ستتكرر في نفس النمط والموقع، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً لمراجعة الوضع الفني والهندسي للمكان

وأكد مهدي أن الحوادث بشكل عام تنحصر في ثلاثة أسباب رئيسية وهي «الطريق، المركبة، والسلوك البشري»، موضحاً أن الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تشير إلى أن حوالي 64% من الحوادث تحدث بسبب العنصر البشري وحده، مشيراً إلى أن السلوك البشري لا يقتصر فقط على سائقي المركبات، بل يشمل جميع مستخدمي الطريق، سواء كانوا مشاة أو راكبي دراجات أو دراجات نارية أو تروسيكلات.

وأشار إلى أن الدولة تعمل حالياً على تعميم أنظمة النقل الذكي لمراقبة حركة المركبات وضبط المخالفات مثل السرعة الزائدة والسير عكس الاتجاه أو القيادة المتهورة، لكنها بحاجة أيضاً إلى تغيير السلوك المجتمعي وزيادة الوعي بقواعد المرور وتبعات إهمالها.

وتحدث مهدي عن خطورة تحويل سيارات النقل، خاصة الربع نقل، إلى وسيلة لنقل الركاب، مؤكداً أن هذه المركبات غير مرخصة لذلك، وتفتقر تماماً لأي وسائل أمان، واستخدامها في نقل المواطنين يُعتبر «جريمة تستوجب العقاب».

وأكد أن القانون يجرم هذا النوع من المخالفات، إلا أن الظاهرة ما زالت منتشرة في بعض المناطق الريفية والطرق السريعة، مشيراً إلى أن تكرار هذه المخالفات قد يؤدي إلى كوارث إنسانية مؤلمة كما حدث مؤخراً.

وأشار إلى أن قانون المرور الجديد يتضمن نظام «النقاط» الذي يسمح بخصم نقاط من رخصة القيادة في حال تكرار المخالفات، وقد يصل الأمر إلى سحب الرخصة نهائياً وإلزام السائق بإعادة الفحص الفني والطبي كما لو أنه يتقدم للحصول عليها لأول مرة، أو يُمنع من القيادة تماماً.

وأكد مهدي أن مشكلة الحوادث تتعقد أيضاً بسبب تعاطي العديد من سائقي المركبات الثقيلة وحافلات المدارس للمخدرات، مشيراً إلى أن التحقيقات غالباً ما تثبت تعاطي بعض السائقين للمواد المخدرة أثناء الحوادث، وهي مسألة يجب أن تُواجه بحزم وزيادة الرقابة.

كما حذر من قيادة المركبات لساعات طويلة دون راحة، مما يُضعف التركيز ويُبطئ رد الفعل، وقد يؤدي إلى الحوادث بسبب «النعاس أثناء القيادة»، وهو ما يتطلب وجود سائق بديل في الرحلات الطويلة، وهو ما لا يحدث كثيراً في قطاع النقل الثقيل، رغم خطورته.

وشدد على أن المركبات غير المؤهلة فنياً تمثل عاملاً مباشراً في الحوادث، إذ تنتشر سيارات بدون فرامل سليمة أو إضاءة، أو خاضعة للصيانة الدورية، مما يجعلها «قنابل متحركة» على الطرق، مؤكداً أن مواجهة هذه المشكلة تتطلب رقابة مرورية فعالة وفحصاً دورياً جاداً لكل المركبات على الطرق، وليس فقط أثناء الترخيص.

وفيما يخص تطور شبكة الطرق، قال مهدي إن مصر شهدت قفزة كبيرة خلال العشر سنوات الأخيرة، بدليل تقدمها من المرتبة 118 إلى المرتبة 18 عالمياً في مؤشر جودة الطرق، وفقاً لتقارير التنافسية العالمية، لكن هذا التطور صاحبه أحياناً «سوء استخدام»، مثل زيادة السرعة أو القيادة المتهورة.

يُذكر أن الطريق الدائري الإقليمي شهد صباح اليوم حادثاً مروعاً في محافظة المنوفية، أسفر عن وفاة 19 شخصاً بينهم 18 فتاة من قرية كفر السنابسة بمركز منوف، بعد تصادم ميكروباص بسيارة نقل تسير عكس الاتجاه، وتباشر النيابة العامة التحقيق في الواقعة التي أثارت حزنًا واسعاً، خاصة مع تداول صور للجنازات الجماعية للفتيات في مشهد صادم أعاد تسليط الضوء على مخاطر سوء استخدام الطرق وسلوك بعض السائقين.