«قصة كفاح “هدير” ابنة منوف: رحلة مؤلمة انتهت على الطريق الإقليمي»

«قصة كفاح “هدير” ابنة منوف: رحلة مؤلمة انتهت على الطريق الإقليمي»

في قرية كفر السنابسة، التابعة لمركز منوف بالمنوفية، لم تعد أم هدير تنتظر صوت ابنتها عند باب الشقة، حيث خرجت هدير، الطالبة بمعهد التمريض، في ساعة مبكرة من صباح يومها لتعمل في مزرعة عنب براتب 130 جنيه في اليوم، تساعد بها في مصاريف دراستها، لكنها لم تعد إلى المنزل.

هدير كانت واحدة من ضحايا حادث الطريق الإقليمي، الذي أودى بحياة 19 فتاة وسائق، بعدما اصطدمت سيارة نقل ثقيل بميكروباص البنات وهن في طريقهن للعمل في المزرعة، وتقول أمها: البنت كانت تصحى بدري وتجهز نفسها، وعندما أقول لها «بلاش النهاردة» كانت ترد «ما ينفعش، الدراسة قربت وأنا محتاجة أدفع المصاريف».

وتضيف الأم: “هدير ما بتحبش تطلب، كانت تحب تشتغل، وتحاول تفرح أهلها، وكانت تؤمن أن التعليم هو الطريق، وهذا الطريق يحتاج إلى ثمن، وهي مستعدة لدفعه من تعبها، وليس من جيب والدها، قصة كفاح تحولت إلى دماء على الطريق الإقليمي”.

يقول جيرانها: «كانت تمر من أمام بيوتنا بشال عنب على ظهرها، وتضحك للناس»، وتكمل صديقتها: «كانت دائمًا تقول أنا هابقى ممرضة كويسة.. نفسي أشتغل في مستشفى كبير».

وقد أسفر حادث الطريق الإقليمي عن مصرع 18 فتاة ورجل، وتم نقلهم إلى المستشفيات التالية: 6 وفيات بمستشفى قويسنا العام، و6 حالات وفاة بمستشفى أشمون العام، و5 حالات وفاة و3 مصابين بمستشفى الباجور التخصصي، وحالتين وفاة بمستشفى سرس الليان، وتم استلام الجثامين ودفنهم في مشهد مأساوي وسط بكاء وصراخ الأهل والأصدقاء.