
أوضح الدكتور السعيد حسن، رئيس مجلس إدارة الشركة المسؤولة عن توطين صناعة المستلزمات الطبية، أن البداية في هذا المجال جاءت استجابة لرؤية الدولة المصرية وتوجيهات القيادة السياسية التي تؤمن بقدرات مصر، وأشار إلى أن دعم الدولة، وخاصة من هيئة الشراء الموحد، كان له دور كبير في تحويل نشاط الشركة من التوزيع إلى التصنيع المحلي.
وأضاف حسن، خلال مشاركته في المعرض الطبي الأفريقي «صحة أفريقيا 2025»، أن الشركة تعاونت مع عدد من الشركات العالمية الكبيرة لتوطين تقنيات حيوية، مثل أجهزة تحليل السكر ومستلزماتها، والمستلزمات الطبية المعملية، والكواشف الكيميائية، وأجهزة تحليل صورة الدم، بالإضافة إلى مؤشرات ومواد التعقيم البيولوجية والكيميائية.
وأشار رئيس مجلس إدارة الهُدى للتجارة والتوريدات، إلى أن خطوط الإنتاج تم نقلها بالفعل إلى مصر، وتم تركيبها وتشغيلها بنجاح داخل مصانع الشركة، وبدأت في تزويد المستشفيات الحكومية بالمنتجات، مما ساعد على تقليل الاعتماد على الاستيراد وتحقيق نسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتي في عدد من الأصناف الحيوية، وكل هذا يهدف إلى توطين الصناعات الطبية في مصر.
وفي رده على سؤال حول ما ينعكس على المواطن من جهود التوطين، قال الدكتور حسن إن الفوائد الرئيسية تتجلى في ضمان توافر المنتج الحيوي في كل الأوقات، حتى في ظل الأزمات العالمية، بالإضافة إلى تخفيف الضغط على العملة الصعبة، حيث تُنتج هذه المستلزمات بالجنيه المصري، مما يؤدي إلى خفض التكلفة بنحو 30% مقارنة بالمنتج المستورد.
وتناول الدكتور السعيد حسن نماذج من المنتجات التي تم توطينها، مثل تحاليل صورة الدم التي تُستخدم بنحو 50 مليون اختبار سنويًّا في مصر، مشيرًا إلى أن الشركة قامت بجلب خطوط الإنتاج والتكنولوجيا من الشركات الأم لتصنيعها محليًّا، وكذلك أشرطة وأجهزة قياس السكر المنتشرة في كل منزل مصري، وأدوات الجراحة وكواشف التعقيم.
وأكد أن جائحة كورونا كانت نقطة تحول في وعي الدولة بأهمية التصنيع المحلي والاكتفاء الذاتي، مشيدًا بالدعم الحكومي الملموس في هذا الملف، من خلال التيسيرات والتعاون الوثيق مع الجهات التنظيمية، وكشف عن خطة مستقبلية لتوطين إنتاج مستلزمات جراحات العظام والمفاصل، في خطوة تهدف إلى تقليص قوائم الانتظار، مشيرًا إلى أن منتجات هذا المشروع ستظهر للنور خلال الشهور القليلة المقبلة.
وفي ختام حديثه، وجه الدكتور سعيد حسن الشكر لكافة الجهات الداعمة لملف توطين صناعة الدواء، مؤكدًا أن استمرار الدعم المؤسسي هو المحرك الأساسي لتوسيع هذه التجربة وتعظيم أثرها على القطاع الصحي المصري.