وفد صحفي يزور أسر ضحايا حادث المنوفية: لجنة المرأة بنقابة الصحفيين تؤكد أن العدالة هي العزاء الحقيقي

نعت لجنة المرأة بنقابة الصحفيين، برئاسة الكاتبة الصحفية إيمان عوف، بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، خالص التعازي والمواساة إلى أسر 18 فتاةً في عمر الزهور، اللاتي لقِينَ حتفَهُنَّ في حادثٍ مأساوي على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، أثناء توجههن للعمل في جني المحاصيل بمنطقة السادات.
وأضافت اللجنة: «18 فتاة خرجنّ من بيوتهنَّ بحثًا عن لقمة عيشٍ كريمة، فعدنَّ في الأكفان، ضحايا لفقرٍ قاسٍ، وإهمالٍ مستمر، وطرقٍ لا تعرف الرحمة»
وأوضحت اللجنة أنها تشارك آلام الأسر المنكوبة، مؤكدة تبنيها الكامل لمطالبهم العادلة، وتطالب الدولة والجهات المعنية بما يلي:
– فتح تحقيقٍ عاجلٍ وشفافٍ في ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين.
– توفير وسائل نقل آمنةٍ وآدميةٍ للعمالة الزراعية الموسمية، خاصةً الفتيات.
– تطوير وتأمين الطرق الإقليمية والسريعة، وتكثيف الرقابة على وسائل النقل.
– التطبيق الصارمٍ لقوانين العمل والسلامة المهنية، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي للعمالة غير المنتظمة.
– تفعيل قوانين مكافحة عمالة الأطفال، وزيادة الاستثمارات في التعليم والبنية التحتية بالمناطق الريفية، وتوفير حوافز للأسر لضمان بقاء أطفالهم في التعليم، وعدم دفعهم إلى سوق العمل.
وأكدت إن ما حدث ليس مجرد حادث سير، بل مأساةٌ وطنيةٌ حقيقية تثقل ضمير المجتمع، وتكشف واقعًا صادمًا تدفع فيه فتياتنا حياتهنَّ ثمنًا للقمة العيش، وواجبنا أن ننتصر لهنَّ بعد الرحيل، بأن نمنع تكرار المصير.
وتابعت: «ففي كل وجهٍ من وجوه هؤلاء الفتيات، نرى أحلامًا لم تُكتَب، وحكاياتٍ لم تُروَ، وطفولةً سُرقت بالقهر والظروف» وشددت على أن وجع ذويهن هو وجعنا جميعًا، وألمهم هو ألم مجتمعٍ بأكمله، فلا يمكن أن نغلق أعيننا على هذه المآسي وكأنها أمورٌ طبيعية، فدماؤهنَّ التي سالت على أسفلت الطرقات هي نداء إنسانيةٍ صارخ يدعو كل واحدٍ منا أن يكون صوتًا للحق، وصانعًا للتغيير
وأكدت إن حماية أرواح بنات وأبناء هذا الوطن واجبٌ لا يُمكن التهاون فيه، فالعدل والسلامة والكرامة ليست مجرد شعارات، بل هي حقٌ يجب أن نضمنه لهم جميعًا، بعيدًا عن الفقر والخذلان، لنقف معًا، لا لنعزي، بل لنصنع غدًا أفضل، حيث لا تُزهق الأرواح بلا معنى، ولا تُهدر حياةٌ بريئةٌ بسبب الإهمال.
وأعلنت اللجنة تضامنها مع بيان الأسرة الصحفية بمحافظة المنوفية، الذي حذّر من استمرار نزيف الدم على الطريق الإقليمي، وما يتطلبه ذلك من سرعة التدخل، ووضع حلولٍ عمليةٍ وفعّالة، تضمن سلامة مستخدمي الطريق، وتمنع تكرار هذه الحوادث المأساوية، داعية الزميلات والزملاء من أعضاء المجلس، والجمعية العمومية إلى تنظيم وفدٍ للتحرك يوم الثلاثاء المقبل من أمام النقابة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، للتوجه إلى محافظة المنوفية لتقديم واجب العزاء، والتضامن مع الأسر المفجوعة، والتأكيد على أن العدالة هي العزاء الحقيقي.
واختتمت: «رحم الله شهيدات لقمة العيش، وألهم أهلهنَّ الصبر والسلوان»