نائب وزير الصحة ورئيس جامعة المنصورة يتباحثان حول تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية

نائب وزير الصحة ورئيس جامعة المنصورة يتباحثان حول تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية

استقبل الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، اليوم الثلاثاء، الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، والمشرفة على المجلس القومي للسكان، والوفد المرافق لها، حيث تم بحث سبل التعاون بين الجامعة والوزارة لتنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية، وذلك في إطار مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي «بداية جديدة لبناء الإنسان المصري».

وهدف اللقاء إلى مناقشة آليات تفعيل هذا التعاون، من خلال الإمكانيات التعليمية والطبية والبحثية التي تمتلكها جامعة المنصورة، لدعم دورها الأكاديمي والمجتمعي في تنفيذ محاور الخطة العاجلة للسكان والتنمية 2025–2027 داخل محافظة الدقهلية، وتتمثل هذه المحاور في تعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتنظيم الأسرة، والمشورة السكانية، وتحسين الخصائص الديموغرافية للمجتمع المحلي.

شهد اللقاء حضور الدكتور محمد عطية البيومي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور محمد عبدالعظيم، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور أشرف شومة، عميد كلية الطب، والدكتورة ميرفت فؤاد، مدير الإدارة المركزية لتنمية الأسرة بوزارة الصحة، والدكتور الشعراوي كمال، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية والمراكز الطبية المتخصصة، والدكتورة غادة القنيشي، وكيل كلية الطب لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور علاء وفا، وكيل كلية الطب للدراسات العليا والبحوث، والدكتورة رجاء شوقي، رئيس قسم الصحة العامة والمجتمع، والدكتور أسامة وردة، رئيس أقسام التوليد وأمراض النساء.

رحّب رئيس جامعة المنصورة بالدكتورة عبلة الألفي والوفد المرافق لها، معربًا عن تقديره لجهودها في إدارة الملف السكاني، مؤكدًا أن مواجهة التحديات السكانية تمثل أولوية وطنية في هذه المرحلة، وذلك في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي التي تضع صحة المواطن المصري والحد من النمو السكاني غير المنضبط في صدارة أولويات التنمية، باعتبارها أساسًا لبناء الإنسان.

تناول اللقاء أيضًا توجيهات رئيس مجلس الوزراء، التي تدعو إلى سرعة التنفيذ الميداني للخطة وفق تصنيف علمي للمناطق وتكامل بين الجهات، لضمان تحسين الخصائص السكانية والارتقاء بجودة حياة المواطن المصري، بما يتماشى مع مستهدفات التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

وأشار الدكتور شريف خاطر إلى أن جامعة المنصورة تمتلك بنية تحتية طبية وتعليمية متقدمة، وخبرة طويلة في العمل المجتمعي، مما يجعلها قادرة على المساهمة الفاعلة في تنفيذ أهداف الخطة العاجلة للسكان والتنمية، وذلك من خلال تعزيز خدمات المشورة الصحية، ونشر التوعية، ودعم الصحة الإنجابية.

وأكّد رئيس الجامعة البدء فورًا في تفعيل شراكات عملية، تشمل تشغيل وحدات المشورة الصحية في المستشفيات الجامعية، وإطلاق قوافل متكاملة لخدمة المناطق الأكثر احتياجًا، فضلًا عن توظيف طاقات طلاب الجامعة في التوعية ونشر ثقافة الصحة السكانية.

وأضاف أن الجامعة ستعمل على دمج مفاهيم التخطيط الأسري والصحة الإنجابية ضمن الدورات التدريبية للجهاز الإداري، وفي الأنشطة الطلابية، والمسارات التوعوية في المدن الجامعية، والمقررات ذات الصلة، وكذلك مقررات التربية الوطنية، بما يخلق وعيًا مجتمعيًّا جديدًا يبدأ من داخل الجامعة ويمتد إلى محيطها الخارجي.

فيما عبّرت الدكتورة عبلة الألفي عن سعادتها بالتواجد في جامعة المنصورة، مشيدة بما تمتلكه من قدرات أكاديمية وطبية تجعلها شريكًا أساسيًّا في تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية، والتي تهدف إلى خفض معدل الإنجاب الكلي إلى 2.1 طفل لكل امرأة بحلول عام 2027.

وأوضحت أن محافظة الدقهلية تضم مناطق ذات مؤشرات سكانية سلبية، مثل المطرية، والجمالية، والمنصورة، وأجا، وميت غمر، ونبروه؛ ما يتطلب تدخلات عاجلة بالتعاون مع المستشفيات الجامعية.

وأشارت إلى أن تفعيل وحدات المشورة وتحسين خدمات ما قبل وبعد الولادة والتوعية بالمباعدة بين الولادات، تمثل حجر الزاوية في تحسين المؤشرات السكانية.

وأكّدت أن التقدم الملحوظ في انخفاض أعداد المواليد منذ عام 2023 يؤكد نجاح تدخلات الدولة، وأن التعاون مع الجامعات يمثل نقلة نوعية في جهود ضبط النمو السكاني وتحسين جودة الحياة.

من ناحيته، أكّد الدكتور محمد عطية البيومي أن طلاب الجامعة يمثلون قوة فاعلة في إحداث التغيير المجتمعي، مشيرًا إلى قدرة الجامعة على أن تكون نقطة انطلاق حقيقية لأي تغيير مجتمعي مستدام.

وأعلن عن البدء في تضمين مفاهيم الصحة الإنجابية والتنمية السكانية في الأنشطة الطلابية والدورات التدريبية داخل الكليات والمدن الجامعية، لإعداد الطلاب ليكونوا سفراء للتوعية والتغيير في المجتمع.

فيما أكد الدكتور محمد عبدالعظيم أن الخطة العاجلة للسكان تتوافق مع خطة الجامعة في مجال خدمة المجتمع، مؤكدًا البدء في إعداد خارطة للقوافل التوعوية تشمل قرى ومراكز الدقهلية، بما يضمن الوصول إلى الفئات الأضعف صحيًّا وسكانيًّا، وبمشاركة فاعلة من أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب.

وأشار الدكتور أشرف شومة إلى أن دور كلية الطب لا يقتصر على تقديم الخدمة، بل يمتد إلى تشكيل الوعي، مؤكدًا أن الكلية على أتم استعداد للمشاركة من خلال تطوير المحتوى التدريبي، والعمل على رفع كفاءة مقدمي الخدمة.

كما أكّد الدكتور الشعراوي كمال أن مستشفيات جامعة المنصورة تمتلك البنية اللازمة لتوسيع نطاق خدمات الصحة الإنجابية والمشورة، وتقديم خدمات مجانية للمواطنين وفق معايير الخطة الوطنية.

ونوّه الدكتور علاء وفا لأهمية البيانات السكانية الحديثة بوصفها فرصة بحثية وتعليمية ضخمة، بما يدعم اتخاذ القرار على أساس علمي، ويعزز دور الجامعة كمركز تفكير لصالح المجتمع، ودعا إلى إنشاء قاعدة بيانات بحثية متخصصة حول المؤشرات السكانية والصحية في محافظة الدقهلية، ترتبط مباشرة بالأولويات الوطنية.

فيما أشارت الدكتورة غادة القنيشي إلى حرص كلية الطب على تطوير برامج التوعية لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول تنظيم الأسرة، وتعزيز ثقافة الصحة الإنجابية لدى النساء والأسر في قرى ونجوع محافظة الدقهلية.

وأشارت الدكتورة رجاء شوقي إلى أهمية الاستفادة من الخدمات الأكاديمية في تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية.

ولفت الدكتور أسامة وردة إلى أن قسم النساء والتوليد يمتلك وحدة خصوبة نشطة بالفعل، وتعمل ضمن بروتوكول تعاون مع وزارة الصحة، تُقدَّم من خلالها الخدمات الطبية للمواطنين، كما تُرصَد مشكلات الصحة الإنجابية في المناطق الريفية والمهمشة.

وفي ختام اللقاء، قدّم الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، درع الجامعة إلى الدكتورة عبلة الألفي تقديرًا لدورها البارز والمتميز في قيادة ملف السكان والتنمية، وإسهاماتها المؤثرة في تطوير السياسات الصحية والاجتماعية، وجاء هذا التكريم باعتبارها من النماذج المضيئة التي تفخر بها الجامعة بانتمائها إليها، كونها من أبناء كلية الطب المتميزين.