عبّر عدد من سكان أحد المجمعات السكنية بطريق القاهرة–الإسكندرية الصحراوي، القريب من ميدان الواحة، عن قلقهم المتزايد بشأن الحوادث المتكررة التي تهدد سلامتهم وسلامة أطفالهم، حيث طالبوا بتنفيذ قرار إنشاء مطب صناعي لحمايتهم.
وفي الشكوى التي قدموها إلى المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، بتاريخ 22.6.2025، ذكر الأهالي أنهم ناقشوا هذه المشكلة معه في لقاء سابق، حيث وجه بإنشاء مطب صناعي في الاتجاهين قبل الميدان، لكن التنفيذ لم يكن كافيًا، إذ اقتصر الجهاز التنفيذي على تركيب ما يعرف بـ«عين القطة» الصغيرة، والتي لا تجبر السيارات على تخفيف السرعة بالشكل المطلوب.
وأشار السكان إلى أن إدارة المرور اكتفت بتركيب كاميرات لرصد السرعة على بعد 5 كيلومترات من المجمع السكني، مما لم يمنع السائقين من زيادة السرعة بعد تجاوز الكاميرا، مما يزيد من مخاطر وقوع الحوادث.
وأوضح الدكتور محمد فاضل شلتوت، أحد مقدمي الشكوى، في حديثه لـ«إقرأ نيوز»، أن الميدان يمثل النقطة الوحيدة للعبور في المنطقة، ويستخدمه الأهالي وسكان المجمعات المجاورة وأطفال المدارس، بالإضافة إلى سيارات السفارات والجهات الحكومية القريبة مثل سفارة الكاميرون.
وتقدم الأهالي بشكوى رسمية إلى المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، مطالبين بإعادة إنشاء المطب الصناعي الذي كان موجودًا قبل أعمال تطوير الطريق، حيث أزيل المطب دون بديل، مما تسبب في تكرار الحوادث وزيادة كبيرة في معدلات السرعة.
وقال الدكتور فاضل شلتوت إنهم حصلوا على موافقة رسمية من المحافظ لإنشاء المطب، وقد كلف المحافظ المهندس وليد بالتنفيذ، لكنهم فوجئوا بتأجيل التنفيذ بحجة انتظار الانتهاء من مشروع كوبري الرماية، مما أثار غضب مقدمي الشكوى، حيث أكدوا أن «حياة طفل واحد أهم من أي كوبري».
وصف الدكتور محمد فاضل شلتوت أزمة توصيل أطفال المدارس، حيث قال إن «عربيات بتجري زي الصواريخ ومحدش عارف يطلع من بيته، والمدارس تسيب الأطفال على الناحية الأخرى من الشارع، والأهل ينزلوا ياخدوهم في نص الطريق وسط العربيات الطايرة».
وأكد السكان أن السفراء الأجانب في المنطقة أيضًا تأثروا من الوضع، حيث قدّم كل من سفير سيراليون «صادق سيلا»، وسفير بوروندي «عمر نتيزيمبيريه»، شكوى رسمية إلى وزير الداخلية بعد أن أصبح من الصعب عليهم الخروج من منازلهم.
وأضاف الأهالي أنه لم يتم تنفيذ أي إجراء حقيقي من قبل المرور، حيث اكتفى بتركيب كاميرا مراقبة سرعة تبعد حوالي 2 كيلومتر عن موقع المشكلة، مما لا يمنع السرعة عند الميدان نفسه، في حين لا توجد أي إشارات مرور، رغم خطورة المكان وكثافة استخدامه.
الميدان الوحيد في المنطقة
وأكد الأهالي أن الميدان المقابل لفندق الواحة هو الميدان الوحيد في الطريق الممتد من المتحف الكبير إلى منطقة نيو جيزة، في حين توجد عدة مطبات أخرى تم إنشاؤها في مناطق لا تحتوي حتى على مداخل أو مخارج رئيسية، كما وصفوها.
طالب السكان بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة، إما بإنشاء المطب، أو بتركيب إشارات ضوئية لتنظيم المرور، مما يجبر السيارات على التهدئة، وذلك لحماية الأهالي، خاصة الأطفال وكبار السن، قبل أن تؤدي السرعة المفرطة إلى وقوع كارثة أكبر.
قال المركز الإعلامي لمحافظة الجيزة في تصريحات للمصري اليوم إن المحافظة تعمل على التنسيق مع الجهات المعنية لإنشاء المطب، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يتطلب بعض الوقت.