
في إطار مشاركته نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم كلمة مصر في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة «بريكس» التي تُعقد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية يومي ٦ و٧ يوليو الجاري.
بدأ رئيس الوزراء كلمته بالإشارة إلى عنوان الجلسة «السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية»، حيث أعرب عن تقديره للرئيس لولا دا سيلفا ولشعب البرازيل على كرم الضيافة والتنظيم الرائع للقمة، مشددًا على أهمية مدينة ريو دي جانيرو كواجهة ثقافية وتاريخية للبرازيل.
كما أعرب عن تقديره لجهود الرئاسة البرازيلية، ورحب بالرئيس برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، الذي يشارك في القمة للمرة الأولى.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن انعقاد هذه الدورة لمجموعة «بريكس» يأتي في وقت حساس، حيث نواجه العديد من الأزمات والتحديات المتشابكة، مثل التوترات الجيوسياسية وتهديدات السلام والأمن، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية غير المسبوقة، وتزايد الإجراءات الحمائية التجارية، وارتفاع مستويات الديون، وتغير المناخ، وفوق كل ذلك الكارثة الإنسانية في غزة.
وأشار إلى أن أخطر أزمة في الوقت الحالي هي الحرب الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 55 ألف مدني فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، بجانب إصابة حوالي 125 ألف آخرين.
واستمر في الحديث عن المأساة التي نتجت عن انتهاك إسرائيل المستمر للقانون الدولي والإنساني، مشيرًا إلى استمرار الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالإضافة إلى الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
أكد مدبولي أن مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، بذلت جهودًا للتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في 15 يناير الماضي، إلا أن العدوان الإسرائيلي على المدنيين يعد انتهاكًا لهذا الاتفاق.
ودعا إلى ضرورة إعادة وقف إطلاق النار، مشددًا على أهمية التزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين، ورفض أي خطط تهدف إلى تهجير سكان غزة الفلسطينيين بعيدًا عن وطنهم، حيث أن هذه المقترحات تهدد حل الدولتين والسلام في المنطقة.
كما أكد على أهمية الخطة العربية الإسلامية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، داعيًا الدول لدعم هذه الخطة والمشاركة في المؤتمر الدولي الذي يهدف إلى إنهاء المعاناة الإنسانية لسكان القطاع.
وفيما يتعلق بالأزمات الأخرى، أشار إلى العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا، والحرب التي طالت إيران، مما يمثل تصعيدًا إقليميًا خطيرًا، ويهدد السلم والأمن الدوليين، مؤكدًا على أهمية الحلول الدبلوماسية لحل الأزمات.
وفي ظل هذه التحديات، أكد رئيس الوزراء على الدور المحوري لمجموعة «بريكس» في النظام الدولي، مشددًا على أهمية تسريع التعاون والتكامل لمواجهة التحديات، من خلال مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة والتصنيع والبنية التحتية والتقنيات الناشئة، وخاصة الذكاء الاصطناعي.
وتحدث عن أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والنقدي، خاصة بين البنوك المركزية، والعمل على تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية، وزيادة التمويل من بنك التنمية الجديد.
وشدد على أن توفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة، داعيًا مجموعة «بريكس» إلى العمل على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الديون، ودعم إصلاح النظام المالي العالمي لتلبية احتياجات الدول النامية.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن التأثير الحقيقي لمجموعة «بريكس» يكمن في قدرتنا على خلق المساحة والرؤية اللازمة لتحقيق مصالحنا المشتركة، وهو ما يلبي آمال وتطلعات شعوبنا نحو مستقبل مزدهر.